أعلنت أمس جماعة مناصرة المنضوية تحت لواء ''التغييرين'' في حركة حمس عن تأسيس حزب سياسي باسم ''حركة الدعوة والتغيير''• وجهرت في بيان استلمت ''الفجر'' نسخة منه، بانشقاقها عن الحزب• وهو البيان الذي حمل توقيع 40 مؤسسا وغاب فيه مؤسسون تاريخيون لحركة الراحل محفوظ نحناح من المحسوبين على جناح مناصرة• وجاء قرار الخروج عن الحزب حسب البيان لمبررات عديدة حمل فيها المسؤولية لجناح ''أبوجرة'' هذا الأخير الذي عبر عن استغرابه للقرار، مشيرا إلى أن الساحة السياسية تسع الجميع• أرجع موقعو البيان التأسيسي قرار الانشقاق عن الحركة الأم والانضواء تحت راية حزب جديد يضم التغييرين، ويحمل اسم ''حركة الدعوة والتغيير'' إلى عشرة مبررات تتلخص في ما أسماه مؤسسو الحزب الجديد بانسداد منافذ الحوار والتغيير في هوية الحركة التي أسسها الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله، و''التزوير الفاضح في القانون الأساسي للحركة و''التهميش'' وغيرها من المبررات التي صور فيها جناح أبوجرة في ''أسوء'' صورة، محملا إياه انشطار الحركة و''الانحراف'' عن المبادئ الأساسية لفكرها ومشاربها• وما يلاحظ في البيان التأسيسي غياب أسماء من العيار الثقيل في جناح التغييرين الذين كانوا أول من شق عصى الطاعة على أبوجرة، وانضووا تحت لواء مناصرة• ويتعلق الأمر بمؤسسين تاريخيين في مقدمتهم الحاج الطيب عزيز، وسليمان دهيلي، والحاج عبد الهادي سايح، وبعض الوجوه البارزة في الحركة، والمحسوبين هم أيضا على مناصرة، حيث لم تحمل القائمة أسماءهم، ويتعلق الأمر بنواب الحركة في البرلمان المنتخبين في العاصمة• وكان غياب هؤلاء منتظرا بعد مواقفهم في لقاء باب أحسن ''السري'' الذي ضم 200 من أنصار مناصرة، وكان الهدف من اللقاء تأسيس الوجه السري للحزب المنتظر، وتبني نهج الإخوان المسلمين، والتصريح بأنهم الوجه الوحيد للاخوانيين في الجزائر، وعلى هذا الأساس تم خلال اللقاء الذي كانت ''الفجر'' أول من أشار إليه، تنصيب بن مهدي مصطفى مراقبا عاما للإخوان في التنظيم، وتصدر قائمة مؤسسي حزب مناصرة الجديد ويعتبر اللقاء تأسيسا للوجه غير الظاهر للحزب المنتظر، على اعتبار أن هذا هو نهج الحركات والأحزاب المنضوية تحت لواء التنظيم العالمي للإخوان، وأيضا على اعتبار أن لها وجهان في كل بلد تتواجد به، وجه ظاهر وآخر سري• ما يشار إليه أن لقاء بابا أحسن تخلله انشقاق عدد من أتباع مناصرة لرفضهم الفكرة بشكل نهائي، وغاب عن ذلك اللقاء رفقاء الأب الروحي الراحل محفوظ نحناح رحمه الله• وأسرت ل''الفجر'' مصادر من تنظيم الإخوان المسلمين في مصر أن هناك قياديين بالتنظيم العالمي في لندن قدما الدعم والمساندة الكاملة لجناح مناصرة، وهم من سطروا له كل مراحل الانشقاق عن الحركة وتأسيس حزب جديد، سيعملان ما في وسعهما لمنحه غطاء الإخوان، الأمر الذي لقي حسب مصادرنا معارضة من طرف مكتب حركة الإخوان في مصر، وتمسك بموقف المصالحة بين الطرفين ورفض في حالة التمزق الدعم أي طرف على حساب الآخر حسب ما علمته ''الفجر'' من محيط الإخوان في مصر• من جهة أخرى، أعرب رئيس حركة حمس في بيان جاء كرد فعل عن قرار انشقاق أتباع مناصرة وتأسيس حزب أورد فيه ''هذه الخطوة سبقتها خطوات كثيرة مهدت للبحث عن ذرائع للتملص من قرارات الشرعية والضرب بكل مساعي الصلح عرض الحائط، فإننا نقدم التوضيحات التالية •••'' ومن بين أهم ما وضحه أبوجرة في بيانه هو أن الساحة السياسية في الجزائر تسع الكل، وأرحب من أن تضيق بأبنائها، وكل فرد حر فيما يختار حسب ما يفهم من نص البيان• ورد أبوجرة عن مبررات المنشقين ومؤسسي الحزب الذي ولد من رحم حمس حسب ما جاء في البيان ''أن من عجز عن العمل في أطر مؤسسية مع إخوانه وأخواته في حركة كفلت له حرية الرأي داخل المؤسسات، لا يحتاج إلى أن يبرر خروجه عن الشرعية بحشد المبررات''•