علمت "الفجر" من مصادر موثوقة أن المرشد العام لحركة الإخوان المسلمين قد وجه، قبل ثلاثة أيام، رسالة إلى رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني، تسلمها رئيس هيئة مؤسسي حمس، الذي هو نفسه رئيس لجنة الصلح، تضمنت توقيف جماعة الإخوان مسعى الوساطة بين الجناحين المتنازعة داخل الحركة بسبب ما أسمته تعنت الطرفين، وكذا تجميد صلتها بكليهما إلى حين تنازل أحدهما للآخر والوصول إلى تسوية ودية وتوحيد الصفوف مثلما كانت الحركة قبل انعقاد آخر مؤتمر لها وكادت النزاعات أن تعصف بها خلاله. وجاء أيضا في الرسالة التي اطلعت عليها "الفجر" من خلال بعض مسؤولي الحركة، أن قرار حركة الإخوان المسلمين في مصر جاء لأن كليهما رفض تقديم أدنى التنازلات وتمسك بمواقفه بتعنت وإصرار، الأمر الذي أوصل مسعى المصالحة من طرف الإخوان إلى طريق مسدود. ولما لم تجد حركة الإخوان المسلمين من سبيل لتحسيس الطرفين بخطورة ما قد يؤول إليه وضع حركة مجتمع السلم بسبب التعنت، قررت وقف مسعى المصالحة إلى حين تنازل أحدهما للآخر أو الوصول إلى حل توافقي يجمع الشتات. كما جمدت حركة الإخوان المسلمين صلتها بكلا الجناحين إلى غاية التوصل إلى حل وسط. وذكرت مصادر من داخل حركة مجتمع السلم أن هذه الرسالة بقدر ما تستطيع أن تحسس الجناحين المتصارعين بخطورة مصير الحزب، بقدر ما قد تتسبب في انشقاقات داخل كل جناح على حدة، على اعتبار أن جناح أبو جرة سلطاني في حد ذاته يعرف تيارا معارضا على غرار جناح عبد المجيد مناصرة الذي يعيش بوادر انشقاقات تمثلت في ظهور ثلاث مجموعات. هذا فضلا عن تململ على مستوى القواعد النضالية. وأشارت ذات المصادر إلى أن اشتعال فتيل الفتنة قد يستمر إلى أسابيع أو شهور إذا لم يصل الطرفان إلى حل وسط. ورجحت أن يكون موعد ال16 أفريل فاصلا في مصير حركة مجتمع السلم نظرا لإمكانية عقد لقاء صلح بين الطرفين المتنازعين.