خرج، أول أمس، عشرات الآلاف من المواطنين في مسيرة شعبية جابت الشارع الرئيسي لمدينة تيزي وزو تحت حراسة أمنية مشددة تخوفا من وقوع أي انزلاقات• وبينما جدد زعيم الأفافاس، حسين آيت أحمد تمسكه بمعارضة النظام، وأكد الأمين الوطني الأول للحزب، كريم طابو، تمسك الحزب بالمقاطعة، واصفا النظام ب''الفاسد والمخذّل لطموحات الشعب''• انطلقت المسيرة الشعبية من مقر الحزب، الكائن بوسط المدينة، في حدود الحادية عشرة ونصف باتجاه مقر الولاية، بعد أن جابت شارع هواري بومدين، وصولا إلى مدوحة، وبعده إلى دار الثقافة مولود معمري، حيث حاول المتظاهرون، الذين رددوا شعارات تدعو إلى مقاطعة الرئاسيات، استفزاز مدير الحملة الانتخابية للمرشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة بتيزي وزو، واصفين إياه بمختلف النعوت، الأمر الذي أثار حالة طوارئ بعد محاولة تصعيد الحركة الاحتجاجية من طرف بعض الشباب المتسللين إلى المسيرة، والتي أحبطتها عناصر الأمن الذين أحاطوا الحدث بحراسة مشددة خوفا من حدوث أي انزلاق، خاصة وأن المتظاهرين بدت على وجوههم حالة غليان واستنفار قصوى• ولم يسجل خلال المسيرة التي دامت حوالي ساعة أي حادث أو اشتباك بسبب الحضور القوي لرجال الشرطة الذين فضّلوا عدم التدخل في مسيرة الافافاس، رغم أنها غير مرخصة• وانتقد كريم طابو السياسة المعتمدة خلال السنوات العشر الأخيرة، وقال إنها ''لم تخدم البلاد ولا العباد''، فاتحا النار على رئيس الجمهورية المنتهية عهدته، والمرشح عبد العزيز بوتفليقة، الذي جدد تأكيده خلال زيارته أنه لا يعرف لحد الآن من المتسبب في مأساة أحداث منطقة القبائل العام ,2001 ما أثار حفيظة الأفافاس• حيث انتقد طابو هذه الزيارة وقال إنه جند لها ما لا يقل عن 15 ألف شرطي، وتساءل عن الأمن والأمانة الذي تتحدث عنه بعض الأطراف، مضيفا أن هؤلاء الذين يلصقون صورا عملاقة لبوتفليقة تلقوا 70 مليون سنتيم، كما تلقى الناقلون بدورهم 3 آلاف دج يوميا لنقل المواطنين• وفيما أكد أن ''شرف منطقة القبائل لن يباع''، هاجم طابو وزير الداخلية، يزيد زرهوني، وقال إن مناضلي الأفافاس سيواصلون مسيراتهم وتجمعاتهم الشعبية، رغم رفض منحهم الترخيص، كما ندد بالمضايقات التي يعرفها بعض مناضلي الحزب وإطاراته من طرف عناصر الشرطة على إثر توقيف إثنين منهم بتيزي وزو وهما يلصقان منشورات تدعو إلى مقاطعة الرئاسيات• وكان طابو نزل إلى الشارع في مسيرة مماثلة، مساء أول أمس، في حدود الخامسة ونصف ببجاية، انطلقت من مقر الفيدرالية بحي 5 جويلية، حضرها آلاف المواطنين الذين غصوا الشوارع الرئيسية لعاصمة الحماديين، حاملين شعارات تنادي بمقاطعة الانتخابات المقبلة، منها ''لا للمهزلة الانتخابية''، ''مقاطعة الانتخابات هي عمل ثوري''، ''لا أنتخب، أريد التغير'' و''مقاطعة الانتخابات من حب الوطن''، أين جدد تهجمه على المرشح الحر بوتفليقة، مثله مثل المرشحين الآخرين، لاسيما جهيد يونسي ومحمد السعيد، متهما المترشح الحر ''باستعمال المال العام لتمويل حملته الانتخابية''• وكان التجمع والمسيرة الشعبية هذه عرفت حراسة أمنية مشددة من طرف الشرطة، الذين أحاطوا مقر مداومة المرشح المستقل، عبد العزيز بوتفليقة، بحراسة مشددة، باعتبارها تقع غير بعيد عن مكتب الأفافاس، خاصة وأن المسيرة تزامنت وزيارة أحمد أويحيى وكذا عبد العزيز بلخادم لبجاية في إطار جولة انتخابية لعاصمة الحماديين• وكان حزب حسين آيت أحمد أعلن في بيان تلقت ''الفجر'' نسخة منه، أنه ''سيواصل تمرده على السلطة الحالية من خلال تنظيم تجمعاته الشعبية عبر مختلف ولايات الوطن، رغم عدم حصوله على ترخيص''، خمسة تجمعات منها، سيشرف عليها الأمين العام للأفافاس، كريم طابو، في كل من تيزي وزو وبجاية• وفي السياق ذاته، أشار الأفافاس إلى توقيف أربعة من مناضليه في بني ورتيلان بسطيف، أمس الجمعة، وكذا برج بوعريريج• كما تم كذلك توقيف آخرين ليتم إطلاق سراحهم فيما بعد، في انتظار تجمع اليوم السبت بغرداية وتيارت، إلى جانب عقد ثلاثة لقاءات جوارية مع فاعلين في المجتمع المدني داخل مقرات الأفافاس الجهوية في كل من وهران والبليدة•