دعا كريم طابو المكلف بالإعلام على مستوى جبهة القوى الاشتراكية تصحيحيي الحزب إلى مناقشة قضايا الحزب داخل أطره القانونية، منتقدا إقدام مناضلين من الأفافاس على فتح النقاش في أطر غير رسمية. وقال طابو في تصريح ل "الشروق اليومي" ردا على سؤال يخص الاحتياطات التي اتخذها المكتب الوطني للحزب يوم الخميس، تحسبا للاعتصام الذي ينوي تصحيحيو الحزب القيام به أمام مقر الحزب، وعما إذا كان الحزب قد أخطر مصالح الأمن بهذا الاعتصام تحسبا لأية انزلاقات، فإن "الأفافاس ليس من عادته إخطار مصالح الأمن ولا اللجوء إليها سواء تعلق الأمر بمشاكل داخل الحزب أو تعلق الأمر بمعالجة مشاكل المواطنين". وقدر كريم طابو من جهة أخرى، أن "الأمر لا يستحق رسم صورة تراجيدية لما يعرفه الحزب هذه الأيام من أزمة بين مناضليه". رمضان بلعمري وعلى المستوى العملي، تنظم مجموعة التصحيحيين في جبهة القوى الاشتراكية اليوم الخميس، اعتصاما أمام مقر الحزب بحيدرة لمواصلة الضغط على المكتب الوطني الذي يقوده علي لعسكري قصد دفعه للاستقالة، في الوقت الذي جدد الزعيم الروحي للحزب حسين آيت أحمد تزكيته للعسكري بعد مرور أزيد من سنة على توليه منصب السكرتير الأول في الحزب. وتقول معلومات حصلت عليها "الشروق اليومي" من مصادر مقربة من الحزب إن الصراع الدائر حاليا، في الأفافاس له علاقة مباشرة بالاستحقاقات الانتخابية المقبلة وتحديدا الانتخابات التشريعية والمحلية لعام 2007، حيث يريد التصحيحيون المشاركة فيها في ما يتمسك علي لعسكري وأتباعه في المكتب الوطني بخيار المقاطعة، في ظل الخرجة الإعلامية الأخيرة لحسين آيت أحمد على قناة الجزيرة عندما قال "إنه لا يعترف بأية حكومة جزائرية ما عدا الحكومة المؤقتة"، وهو التصريح الذي تم تفسيره على أنه إصرار من زعيم الأفافاس على خيار المقاطعة. ورغم أن واقع الحال يتحدث عن اهتمام تاريخي للأفافاس بكل المواعيد المرتبطة بالانتخابات المحلية، خصوصا في منطقة القبائل، إلا أن ما يجري في الحزب هذه الأيام يدفع إلى الانتظار أكثر حتى تتضح الصورة بشكل أوضح ولن يكون ذلك ممكنا قبل انعقاد المؤتمر الرابع للحزب الذي تأجل لأكثر من ثلاث مرات. وفي هذا الإطار يتهم الجناح التصحيحي في جبهة القوى الاشتراكية بقيادة حنفي العربي، وهو يشغل منصب نائب رئيس المجلس الولائي للعاصمة، المكتب الوطني للحزب بقيادة علي لعسكري ب "عرقلة تنظيم المؤتمر الرابع للحزب". على صعيد آخر، يرى مراقبون أن هذه الحركة التصحيحية لن يكتب لها النجاح في ظل الدعم الذي حصل عليه لعسكري رفقة ما تبقى من أنصاره في المكتب الوطني بعد إقصاء خمسة قياديين منه بسبب انضمامه للحركة التصحيحية، لكن مع ذلك يبقى لهؤلاء التصحيحيين هامش ل "المناورة وللتشويش"، بالنظر إلى حالة التذمر التي تعرفها قواعد الحزب منذ مدة ليست بالقصيرة، وهي الحالة التي غذتها اتهامات الجناح التصحيحي للسكرتير الأول علي لعسكري والمكتب الذي يسيره بالقول إن "لعسكري ينتهج خطا غير ديمقراطي في الحزب".