تنتظر رئيس الجمهورية بعد تجديد الثقة فيه لعهدة ثالثة على التوالي، عبد العزيز بوتفليقة، تنفيذ العديد من التعهدات والالتزامات المقدمة خلال الحملة الانتخابية، أهمها تعميق المصالحة وترقيتها إلى عفو شامل، والتأسيس لعهد جديد مع منطقة القبائل وترجمة اعتبار ضحايا الربيع الأمازيغي شهداء، ورفع الأجر القاعدي ومنح الطلبة، وترقية الأداء السياسي للمرأة، إلى جانب تعزيز تواجد الجزائر في المحافل الدولية والاستمرار في ورشات التنمية• يتصدر الملف الأمني الطليعة في برنامج عبد العزيز بوتفليقة، الفائز ب 24,90 بالمائة من أصوات الناخبين، حيث شكل المحور الأساسي في جميع زياراته الميدانية بالجهات الأربع للوطن• ويعتزم بوتفليقة، إتمام مسيرة حقن الدماء واجتثاث جذور الإرهاب وإحلال الأمن والاستقرار، من خلال تعميق المصالحة الوطنية وإعطائها طابع عفو شامل، لكن مشروط بوضع جميع الإرهابيين للسلاح واستفتاء الشعب على المشروع، على غرار ما تم في العهدة الأولى بالنسبة لقانون الوئام المدني والعهدة الثانية بالنسبة لميثاق السلم والمصالحة• كما مكنت النسبة العالية للمشاركة الانتخابية المقدرة ب11,74 بالمائة، مقابل حصول بوتفليقة على الأغلبية الساحقة من أصوات الناخبين، من افتكاك ورقة الشرعية أمام المجموعة الدولية، خاصة بعض البلدان التي تسيل خيرات الجزائر لعابها، وهي التي رددت في منابر رسمية وغير رسمية أن ''الشعب الجزائري غير مهتم بالحياة السياسية''• وتشكل هذه الشرعية التي تحدث عنها بوتفليقة في تقديره القاعدة الخلفية والدعامة التي يستمد منها القوة في البت في القرارات المتعلقة بالقضايا الإقليمية والدولية، ومنها دعم القضايا العادلة، بداية بقضية الصحراء الغربية والقضية الفلسطينية وصراعات وبؤر توتر مماثلة، كما يقع في العراق وأفغانستان والسودان• وعلى الصعيد الاجتماعي تعهد بوتفليقة بتوفير ثلاثة ملايين منصب شغل جديدة عن طريق الالتفات إلى القطاعات التي لا تزال غير مستغلة بالشكل المناسب، وفي مقدمتها الفلاحة، بالإضافة إلى إنجاز مليون سكن جديد، وتهيئة الإقليم وفق الأنماط العصرية، والقضاء على البيوت القصديرية، بالإضافة إلى رفع الأجر القاعدي المضمون ومراجعة التعويضات في ثلاثية ستعقد بعد الرئاسيات، حيث يجري تداول أجر لا يقل عن 15 ألف دينار، وحديث عن أن حاجة عائلة متوسطة لا تقل عن أجر قاعي يقدر ب 25 أف دينار، إلى جانب منحة الطلبة والمتربصين• والتزم بوتفليقة أيضا بترقية الموارد البشرية لأنها البطاريات التي تحرك عجلة التنمية، وعلى هذا الأساس تعهد بانجاز مليونين مقعد بيداغوجي جامعي، في التخصصات التي يزداد عليها الطلب في سوق العمل• وأضاف أنهسيتم الاستمرار في إشراك المنظومة الوطنية للتعليم بكل أطوارها من أجل تلقين قيم الإسلام وحضارتنا العربية الإسلامية، بداية بكتابة التاريخ الوطني وتدريسه للأجيال الصاعدة اللذان يشكلان واجبا وفقا للدستور• ووعد بوتفليقة بالقضاء على ثالوث الرشوة، المخدرات، والسوق السوداء، لأنها القواعد الخلفية التي تدعم الإرهاب وتسنده• كما أعطى التزامات بتأسيس لعهد جديد مع منطقة القبائل، وهو الذي أسقط صفة ''الشهداء'' على ضحايا الربيع الأسود، المقدر عددهم ب 126 ضحية، وتعهد بالوقوف بالمرصاد لكل من يريد عزل منطقة القبائل عن الجزائر، وهي التي استثمرت في مناسبات عديدة، من الربيع الأسود إلى عمليات التنصير الحالية، التي ترعاها الكنيسة البروتستنتية المدعومة من طرف الإدارة الأمريكية الرامية إلى خلق أقلية مسحية بالجزائر حتى يسهل عليها التدخل تحت مظلة حماية الأقليات الدينية وحرية المعتقد• وكشف عن نيته بإنشاء أكاديمية للغة الأمازيغية مع اعترافه أن مصلحة الشعب الجزائري في التحدث بلغة واحدة• وتعهد بدعم التعددية السياسية وترقية مكانة ودور المنتخَبين المحليين والوطنيين، وتعزيز مساهمة المجتمع المدني في ذلك، مع منح المرأة مكانة لائقة في التدرج في سلم المسؤولية والحصول على كوطة في القوائم الانتخابية•