أكد، أمس، جمال بن عبد السلام، القيادي في حركة الإصلاح ومدير الحملة الانتخابية لمرشحها، جهيد يونسي، أن هناك أطرافا تسعى لضرب استقرار الحركة من خلال نشر الإشاعات والبيانات التي ليس لها أية مصداقية، خاصة عقب بروزها كقوة طرح بديلة تؤسس لفكر سياسي إسلامي• وقال بن عبد السلام، في تصريح ل ''الفجر''، إن أعضاء مفصولين من الحركة قاموا بنشر بيانات في الصحافة والمواقع الالكترونية، تطالب باستقالة الأمين العام للحركة، جهيد يونسي، عقب النتائج التي سجلها الحزب في الرئاسيات، والتي اعتبرها البعض تراجعا فيما وصفها المتحدث بالناجحة، بالرغم من أن لجنة الانضباط طردتهم من الحزب، كما حدث مع عبد الحليم هياد، الذي طرد من الحزب عام ,2007 إلا أنه لايزال ينشط على أنه من قيادات الحزب، والحقيقة هي عكس ذلك تماما، يضيف بن عبد السلام• وتأتي تصريحات بن عبد السلام بعد تداول أخبار وتقارير نقلتها حتى المواقع الإخبارية العربية، تفيد بمطالبة بعض القيادات في الحركة باستقالة الأمين العام، جهيد يونسي، بعد النتائج الهزيلة في الرئاسيات الأخيرة، التي وإن صحت هذه الأخبار والتقارير، فالتساؤل يكون حول من يقف وراءها؟ ولم يحدث في هذا الظرف بالذات؟ خاصة وأن التيار الإسلامي لم يسبق وأن شهد تقهقرا وانحسارا في الساحة السياسية الجزائرية، كما حدث له هذه المرة، وما حال الأشقاء في حركة مجتمع السلم ببعيد• لكن إذا ما تمعنا جيدا في حال أحزاب المعارضة الجزائرية، فسنجد أن حلقات الانشقاق والخلاف ما لبثت تتزايد وتتوسع، وشملت جميع الأطياف والتيارات بدءا بالديمقراطية، كما حدث مع الأرسيدي ووزرائه، إلى الوطنية والانقلاب العلمي على عبد الحميد مهري في جبهة التحرير الوطني، ثم التصحيحية، إلى الإسلامية وما حدث لجاب الله في حركة النهضة، ثم حركة الإصلاح، وصولا إلى حركة مجتمع السلم، ولو أن الوقت مبكر للحكم على قضيتها، في شكل جعل منها لقمة سائغة في فم السلطة، حيث لم تتردد الأحزاب المتضررة في اتهام دوائر في السلطة، بعزمها على إضعاف كل قوة معارضة، سواء بزرع الانشقاق الداخلي بين أفرادها وقياداتها، حتى لا تقوى شوكتها وتصبح ماردا يهددها، أو بجعلها تدور في فلكها على شاكلة التحالف الرئاسي الذي أصبح بمثابة وزارة من وزارات الحكومة أكثر منه تحالفا وتكتلا لأحزاب سياسية• ولعل الحالة الأكثر تعقيدا، هي حالة حركة مجتمع السلم التي ظهر بها الصراع منذ أكثر من عام عقب المؤتمر، وانتهى بإعلان جناح مناصرة عن تأسيس ''حركة الدعوة والتغيير''، ودعت القاعدة النضالية للالتحاق بها، والتساؤل المطروح هو: لماذا يحدث هذا الانشقاق داخل حركة مجتمع السلم، وهي التي ارتمت في أحضان السلطة، وهل هو مؤشر عن أن السلطة بريئة من هذه الاتهامات، أم أن هناك أطرافا فاعلة لم يعجبها استمرار الحركة كشريك أساسي في النظام والحكومة والتحالف الرئاسي، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون ضغطا داخليا تولد بعد وفاة مؤسس الحركة، المرحوم الشيخ نحناح، وهو الشجرة التي كانت تغطي الغابة نظرا لثقل شخصيته الكاريزمية، وقدرتها على استيعاب كل الأفكار، وظهر إلى العلن بعد ست سنوات على وفاته؟