تعرضت حركة الإصلاح الوطني لزوبعة سياسية عشية تنصيب مرشحها، جهيد يونسي، للجنة الوطنية للانتخابات الرئاسية ومديرية حملته، أحدثتها استقالة رئيسها محمد بولحية، الذي اتهم جهيد يونسي بخدمته للأغراض الشخصية، وهذا فيما رفض الزعيم الروحي الأول للحركة ومؤسسها، الشيخ عبد الله جاب الله، التعليق على موضوع الاستقالة كونها لا تعنيه• تكرر سيناريو الانشقاقات والهزات التي عصفت ببيت الإصلاح الوطني خلال الانتخابات الرئاسية الماضية مع التحضير للرئاسيات القادمة، حيث جاءت استقالة رئيس الحركة، محمد بولحية، لتؤكد هذا الطرح، خاصة وأنها جاءت بعد يوم فقط من تنصيب مرشح الحركة جهيد يونسي، للجنة الوطنية لتحضير للانتخابات وإدارة حملته الانتخابية• وقال محمد بولحية في اتصال مع "الفجر" أن الأسباب التي دعته إلى اختيار الانفصال عن الحركة، هي انحراف بعض القياديين عن الأهداف الأساسية للحركة التقويمية، مضيفا أن كلا من مرشح الحركة جهيد يونسي ومسؤول التنظيم لايخدمان سوى أهدافهما الشخصية• وأضاف يقول إن الشعارات التي كان يرفعها يونسي، لا تتعدى المساحات المدونة فوقها، خاصة وأنه سجل عدة تجاوزات على القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب، أثبتت له أن نفس السيناريو الذي دار خلال قيادة عبد الله جاب الله للحزب قد تكررت الآن• وفي رده على سؤال يتعلق بإمكانية التحاقه بالمبادرة التي أطلقها الشيخ عبد الله جاب الله، حول لم شمل التيار الإسلامي، أكد أنه لن يلتحق بها مهما كانت الظروف، مفضلا خيار الاستقالة من العمل السياسي بصفة عامة ولزوم بيته وعدم الالتحاق بأي حزب سياسي في المستقبل• أما عبدالله جاب الله، فقد رفض التعليق عن قرار استقالة رئيس حركة الإصلاح من الحزب، وقال إن مثل هذه الأمور أصبحت لا تعنيه، باعتبار أن الصراع القائم ليس بين أنصاره، وأنه يتلقى خبر الاستقالة لأول مرة من الصحافة• من جهته، قال العضو القيادي في حركة الإصلاح الوطني، جمال بن عبد السلام ل"الفجر"، أن حركة الإصلاح تجهل لحد الآن أسباب إقدام بولحية على الاستقالة من الحركة، موضحا أن اختيار الأمين العام للحركة جهيد يونسي الترشح جاء بعد المداولات التي تمت على مستوى مجلس الشورى الوطني الذي يعد أعلى هيئة للحزب، وقد فصل في الأمر بكل ديمقراطية• وأضاف في سياق رده على الأسئلة الخاصة بربط الاستقالة بعدم إعطاء الفرصة لبولحية للمشاركة في قائمة الأسماء المطروحة على مجلس الشورى لاختيارها للترشح في الرئاسيات، من خلال تمكين كل من جهيد يونسي ورئيس مجلس الشورى، جمال صوالح، من هذه الفرصة رغم كونهما الأقل من بولحية في ترتيب المسؤوليات الحزبية، أضاف أن هذا السبب مستبعد انطلاقا من كون مجلس الشورى يتمتع بسيادة القرار داخل الحركة• ومثل هذه المؤشرات قد تجعل عملية دخول حركة الإصلاح للانتخابات المقبلة صعبة• وللإشارة فإنها عاشت أزمة بعد مغادرة عبدالله جاب الله لها، مما جعلها تنحدر إلى مصاف الأحزاب المجهرية عندما فقدت في العهدة التشريعية بقيادة بولحية 40 مقعدا برلمانيا من أصل 43 والتي كانت حصدتها في ظل زعامة عبدالله جاب الله•