مؤتمر "جنيف" يدعو إلى منع انتشار العنصرية بعد ارتفاعها في الأشهر الأخيرة أوضح، أمس، نور الدين بلمداح، رئيس الفيدرالية الأوروبية لجمعيات الجزائريين المهاجرين، أن الأزمة الاقتصادية التي يعرفها الاتحاد الأوروبي ألقت بظلالها على المهاجرين عامة والجزائريين بصفة خاصة، وأن ارتفاع نسبة البطالة في إسبانيا أفرز درجة من الكراهية والتمييز تجاه المهاجرين، ما أدى إلى تخوف السلطات الإسبانية من ظهور جماعات عنصرية• وأضاف بلمداح في حديث مع "الفجر" أن الوضعية التي تعيشها مختلف الجاليات المهاجرة جراء استمرار الأزمة الاقتصادية أصبحت كارثية إثر تغير نظرة المواطن الاسباني لهم، واعتبارهم مسؤولين عن ضياع فرص العمل ومناصب الشغل وارتفاع أسعار الشقق، داعيا في السياق ذاته جميع الشباب الذين يعتزمون المغامرة بالحرفة إلى التفكير عدة مرات قبل الإقدام على مغامرة خاسرة على جميع المستويات، بعد أن أصبح المهاجر الجزائري الذي يملك بطاقة الإقامة يعاني من البطالة ويسارع إلى العودة للوطن بدلا من انتظار فرصة عمل في إسبانيا، وذلك في محاولة منه ربح مصاريف إضافية جراء ارتفاع الأسعار من جهة، والهروب من النظرة العنصرية بعد الغضب الكبير الذي يتملك الإسبان تجاه مهاجري المغرب العربي من جهة أخرى• وأكد بلمداح ما جاءت به الوكالة الأوروبية للحقوق الأساسية، بعد التحقيق الذي أجرته على شريحة واسعة من المهاجرين داخل دول أعضاء الاتحاد الأوروبي حول تفشي ظاهرة التمييز ضد المهاجرين، التي أشارت إلى تنامي الإحساس لدى المهاجرين بالتمييز الذي يمارس ضدهم، وأن القادمين من شمال إفريقيا أكدوا أن التمييز على أساس الأصل العرقي يعد أمرا شائعا في بلدان أوروبا، وبلغت في إيطاليا نسبة 94 بالمائة وفرنسا 88 بالمائة وهولندا 66 بالمائة وإسبانيا 54 بالمائة• وقالت، نهاية الأسبوع الماضي بجنيف، مفوضة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، إن مؤتمر مناهضة العنصرية كان رغم كل الانتقادات احتفالية للتسامح والكرامة للجميع، مضيفة أن من الإنجازات الرئيسية للبيان الختامي دعوته إلى منع انتشار العنصرية والتمييز والخوف من الأجانب، خصوصا فيما يتعلق بالمهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء، ما جعل رئيس الفيدرالية الأوروبية لجمعيات الجزائريين يذكر أن سلطات بلدان أوروبا تتنبأ بتزايد العنصرية والتمييز في السنوات المقبلة من خلال بيان اختتام المؤتمر ويحذر الشباب الجزائري من الصعوبات الكبيرة التي تعترض مستقبل القادمين إلى أوروبا، ورفض أية محاولة للحرفة تقدمها لهم عصابات التهريب وأصحاب زوارق الموت واستغلال مشاكلهم الإجتماعية•