بدأت حكاية المصالحة الوطنية بقانون الرحمة الذي سنه الجنرال زروال! وكان هذا القانون يحمل رتبة عقيد! وبعد سنوات رقي قانون الرحمة إلى رتبة جنرال وأصبح اسمه قانون المصالحة! اليوم يتأهب الرئيس بوتفليقة إلى ترقية قانون المصالحة الوطنية إلى رتبة فريق باستفتاء، فيتحول قانون المصالحة إلى قانون العفو الشامل! ترقية العقيد الذي اسمه الرحمة إلى فريق اسمه العفو الشامل احتاج إلى وقت مدته 15 سنة كاملة! وهي المدة التي تحتاجها ترقية عقيد إلى فريق! عسكرة المصطلحات السياسية في الجزائر بدأت مع ميلاد حركة ''لوص'' في الأربعينيات•• فأصبحنا نسمع مثلا مصطلحات ''تجنيد الشعب'' وتسليح المناضلين بمبادئ الثورة! وبعد الإستقلال بدأنا نسمع مصطلحات ''كلنا في خندق واحد للبناء والتشييد''! وكلنا مجندون في معركة البناء والتشييد••! وكل هذه مصطلحات عسكرية أتى بها إلى السياسة مناضلون جمعوا بين العسكريتارية في الثورة والنضال السياسي في صفوف الحركة الوطنية قبل الثورة! وعندما تقول وزيرة الثقافة خليدة تومي في خطابها مثلا: ''لابد من كسب معركة الثقافة''.. فذاك يعني أن الوزيرة رغم أنها ليست عسكرية إلا أنها تستخدم المصطلحات العسكرية المهيمنة على الساحة السياسية! فالمعركة تعني الفعل الحربي! والحرب عكس منطق الثقافة! وبالأمس سمعت في نشرة أخبار السابعة صباحا بالإذاعة الوطنية الصحفية تقول: يؤدي اليوم الرئيس بوتفليقة اليمين الدستورية في قصر الأمم ويباشر بعد ذلك مهامه كرئيس للجمهورية! وكاف التشبيه في كلمة ''كرئيس'' قد تبدو لغويا هنا زائدة! لكنها في السياق السياسي الجاري في البلاد تحمل دلالة كبيرة قد تتجاوز مسألة الخطأ اللغوي لتصبح دلالة سياسية مهمة مرتبطة بالوضع العام في مؤسسات الدولة! فالمصطلحات تعكس الممارسات••!