قدم بالمسرح الجهوي، عز الدين مجوبي، أول أمس، العرض الشرفي لمسرحية ''مزغنة ''95 المقتبسة عن رواية حارسة الظلال، للروائي واسيني الأعرج، ومن إخراج يحي بن عمار، واقتباس حميد قوري• ويجسد أدوار هذه المسرحية كل من الممثل القدير توفيق ميميش في دور حسيسن، وكمال قربوز في دور المسؤول المخرب، والفنان بشير سلاطنية في دور الصحفي الإسباني، وأمينة بلعابد في دور مزغنة، وماريا ورضات بوسعيد في دور الإرهابي• تدور أحداث المسرحية حول زيارة صحفي إسباني إلى الجزائر، جاء في مهمة لتقصي آثار جده ''سبار فنتيس'' الذي أسر في العاصمة ما يقارب 5 سنوات، وذلك في القرن 16، وعند وصول الإسباني إلى العاصمة يكتشف أن الجزائر تعيش فترة حرجة، فترة يراق فيها دماء الشعب ويقتل الأجانب على وجه الخصوص، وينزل هذا الأخير ضيفا على شخصين؛ حسيسن الذي يعمل مستشارا ثقافيا لدى الوزارة، حيث يحارب من خلال الطرح الحركي ظاهرة الإجرام واللصوصية بالجزائر، وتنتهي المسرحية كمأساة، حيث إن حسيسن يقطع لسانه، والصحفي الاسباني يقع في قبضة الشرطة فيرحل إلى الخارج• إن قوة المسرحية تظهر في الأسلوب الحديد الذي جاء به المخرج في معالجة القصة، حيث إن هذا النوع مخالف للحكايات التي تبدأ من فكرة وتنتهي إلى أخرى، كما جسدت عبثية الحكاية في السينوغرافيا التي أبدع في تصميمها يحي بن عمار، حيث نثر على الخشبة تقنيات علمية تتماشى والواقع المعاش• أما اللون الغالب، الذي ألقى بظلاله الباهتة على كل مفردات الديكور وأجزائه، هو اللون الأبيض الذي يرمز إلى الجزائر، وكذا اللون الأزرق لأن العاصمة تطل على البحر، والأحمر يرمز للدماء المراقة•• وهذا يساعد على تقريب الصورة للبصر والذهن• والعنصر الجديد في المسرحية هو إضفاء عنصر صناعة الفضاء بالقماش، وذلك لتحريك المشاهد في معالجة نص المسرحية•