تأتي الطبعة السادسة من الفنك الذهبي في ظروف استثنائية.. فبين إقالة مدير مؤسسة المؤسسة من إدارة التلفزيون الجزائري حمراوي حبيب شوقي، وبين خبر تخليه عن رئاستها لغيره،•• طبعة ستكون في المسرح الوطني بدل القاعة البيضاوية، كما تسجل غياب الجلسات العلمية التي تناقش النقد الفني في السينما والتلفزيون بمشاركة مجموعة من الباحثين والنقاد العرب والأجانب•• ''الفجر'' سبقت ليلة الفنك الذهبي لتستطلع الرأي الأولي لبعض أهل الاختصاص•• لكن معظم من اتصلنا بهم من المختصين مخرجين، ممثلين، كتاب سيناريو••• لإعطاء رأيهم حول الأعمال التي ترشحت لهذه الليلة، قالوا إنهم لم يشاهدوا هذه الأعمال، باستثناء بعض الأعمال التي عرضت في شهر رمضان، خاصة وقت احتساء ''الشوربة''، على حد قول معظمهم••• لمين مرباح•• التلفزيون أقصى ''دارنا القديمة '' خوفا من إفتكاكهاالفنك الذهبي ''الآن فهمت لما لم يعرض مسلسل دارنا القديمة إلى حد الآن في اليتيمة''•• بهذه العبارة أجابنا المخرج لمين مرباح عندما سألناه عن رأيه في ليلة الفنك الذهبي والمسلسلات والأفلام المشاركة هذه الليلة، مضيفا أن إدارة الفنك الذهبي ورئيسها حمراوي حبيب شوقي لم يرد إدراج المسلسل في برامج التلفزيون الجزائري، لسبب أنهم لم يريدوا من جهة أن يتوج المسلسل لأنه حتما يقول مرباح سيفتك أهم جائزة من جوائز الليلة، ''ومن جهة أخرى خافت إدارة الليلة من أن يصنع المسلسل الهوة الكبيرة في المستوى، هذا نظرا إلى المستوى الضعيف الذي ستظهر عليه لا محالة جل المسلسلات المشاركة''• كما أبدى مرباح استياءه الكبير فيما يتعلق بتوزيع الدعوات الخاصة بالليلة، حيث أنه لم يتلق أية دعوة بصفته على الأقل مخرجا في بلده الجزائر، وهذا الشيء، يضيف مرباح، بقدر ما يسيء لشخصه بقدر ما يسيء إلى قاطرة الإبداع في الجزائر• المخرج مسعود العايب•• من حسن الحظ أن ليلة الفنك ليلة وليست مهرجانا اتهم المخرج مسعود العايب المنتجين في الحقل السمعي البصري والسينمائي في الجزائر بالتقصير، خاصة فيما تعلق بجانب الإنتاج وتشجيع الشباب تمثيلا وتموينا، وهذا حسبه ما سيظهر جليا في الطبعة السادسة للفنك الذهبي هذه الليلة، ومن حسن الحظ يضيف العايب ''أن ليلة الفنك الذهبي ليلة وليست مهرجانا، ولو كانت مهرجانا والله سأذهب في رحلة لأي بلد تفاديا للفضيحة''• ورغم هذا الإنتاج الذي وصفه بالشحيح والهزيل، يقول العايب: ''يجب علينا تشجيع كل الطاقات التي تحاول على الأقل إيجاد إنتاج سمعي بصري في الجزائر وتحفظ ماء وجه الدراما الجزائرية''• وقال العايب ''إن العيب ليس في المخرجين بقدر ما هو موجود في المنتجين الذين يهابون بشكل ملفت خوض غمار الإنتاج التلفزيوني''، ومن بين أهم أسباب ذلك فقدان التلفزيون الجزائري السوق الاستهلاكية بتوجه المشاهد الجزائري إلى القنوات العربية والغربية• وفي السياق ذاته قال العايب: ''إن ليلة الفنك الذهبي كان من الأجدر أن تأخذ بعين الاعتبار الإنتاج الكمي والنوعي للمسلسلات والأفلام المشاركة، وهذا لسوء الحظ•• يقول العايب•• ليس موجودا في الجزائر ككل وليس فقط في ليلة الفنك، ولو فكر القائمون على الفنك بزيادة الإنتاج لكان أحسن من تنظيم مسابقة للإتناج''، مضيفا أنه يستطيع أي شخص ملاحظة هذا وتكفيه الورقة التقنية لليلة الفنك الذهبي ليتأكد من النقص الفادح في الإنتاج سواء إنتاج المسلسلات أوالأفلام ، حيث لا يتعدى عدد المسلسلات المشاركة 8 مسلسلات خلال عام بأكمله، و''إذا أجرينا مقارنة بسيطة بجيراننا المغاربة فسنجدهم قد سبقونا بعشريات وليس بسنوات''، كما حذر العايب من أن ''الإنتاج الجزائري إذا استمر على نفس ''الريتم'' سيؤول حتما إلى الزوال لأن ذائقة الشعب الجزائري في تطور كبير خاصة أننا لا نكاد نجد بيتا جزائريا بدون هوائي•• ما يعني المنافسة الجادة• السيناريست عيسى شريّط•• ''جمعي فاميلي'' فقدت اللمسة الجزائرية، و''العمارة'' سقطت في فخ الوعظ قال السيناريست عيسى شريط عن سلسلة ''جمعي فاميلي'' إن جعفر قاسم يتميز بالتقنية المتميزة في ذلك العمل• أما التساؤل الذي يطرح فيبقى عن المحتوى، الأمر- حسبه - يتعلق ببعض الحلقات التي كانت عالية المستوى في حين يمكن القول الكثير عن حلقات أخرى من السلسلة والتي فقدت طعم ''اللمسة الجزائرية''، مضيفا أن ''التقليد ليس عيبا ولكن يجب إعادة بعثه بشكل جديد يوحي للمتفرج بتلك الجدة''• أما عن ''عمارة الحاج لخضر'' في جزئها الثاني الذي كان ''شريط'' أحد مهندسي جزئه الأول، فقد قال إن'' العمارة سقطت في فخ الوعظ، فالموعظة يرفضها الجزائري لأنها توحي له أنه على خطأ''، مضيفا أنه حتى تقوم بالوعظ يجب أن تختار الطريقة غير المباشرة من دون أن يحس الآخر بذلك• المخرجة فاطمة بلحاج•• السيت كوم ليس الأفضل•• لكنه مميز ''أنا لا أقول أن جمعي فاميلي هو الأفضل، لكن لديه الكثير من الميزات الفنية والتقنية، كما يجب أن لا نغفل أنه أول سيت كوم جزائري وكان محكما من الجانب التقني''- تقول فاطمة بلحاج- ، مضيفة أن جعفر قاسم معروف بنظرته العميقة والإيجابية لما يحبه الجمهور، والدليل على ذلك نجاح أعماله واكتسابها شهرة لدى الجمهور الجزائري، ونادرا ما يجمع مخرج بين حب الجمهور وتقبل أعماله والنقاد''•• وهذا ما استطاع أن يحصله جعفر قاسم من خلال أعماله• السيناريست رمضان إفتيني•• العمارة عرض فلكلوري، وجمعي فاميلي عمل متميز أبدى السيناريست رمضان إفتيني إعجابه بالجانب التقني لسلسلة ''جمعي فاميلي'' والذي قال عنه إنه عمل متميز على كل المستويات، خاصة الصورة والصوت• أما بالنسبة للمواضيع التي تناولتها السلسلة، فقد أضاف أنها مواضيع جديدة وممتعة وتتلاءم مع الأجواء والأحداث اليومية التي نعيشها، حيث'' أنها تضفي على المتفرج بهجة وتشوقه لتتبع الحلقات الأخرى''• ''عمارة الحاج لخضر في جزئها الثاني كانت بمثابة عرض فلكلوري''، متسائلا باستغراب ''هل مازلنا نرتدي الجبة و العمامة في هذا الوقت'' في إشارة منه إلى ابتعاد العمارة عن مواكبة الظروف الراهنة في طرحها•