رغم أن مؤتمر دوربان الثاني حول العنصرية تبنى بيانا ختاميا حذف منه عدة فقرات معادية لإسرائيل، إلا أن مقاطعة الدول الغربية، خاصة الأوروبية له كانت واسعة، ما جعل التنازلات التي أبداها المشاركون في المؤتمر مجانية• حيث أن حتى الدول التي لم تقاطع المؤتمر انسحبت منه إثر كلمة الرئيس الإيراني التي وصف فيها إسرائيل بالعنصرية، وحتى تدخل أحمدي نجاد كان أقل حدة تجاه إسرائيل من خطاباته السابقة التي نفى فيها المحرقة الإسرائيلية وتعهد بمحو الكيان الصهيوني من الخارطة• أكد ممثلو مؤتمر دوربان الثاني، مؤتمر الأممالمتحدة لمكافحة العنصرية الذي عقد في جنيف، قرارات المؤتمر الأول الذي عقد عام ,2001 بأن إسرائيل دولة عنصرية• وقد توصل المشاركون في المؤتمر بعد تسعة أيام من النقاش المحتدم، وبعد أن قاطعت إسرائيل المؤتمر إلى صيغة بيان حذفت منه غالبية التصريحات ضد إسرائيل مثل ''دولة أبرتهايد عنصرية''، كذلك حذف دعوة العالم لمقطع العلاقات الدبلوماسية معها، على غرار نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا قبل سقوط الأبرتهايد• وأبقى البيان النهائي فقط على البند الذي يعتبر بأن ''الصهيونية هي عنصرية''، إلى جانب البند الذي يطالب بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم حسب رغبتهم لبيوتهم ولممتلكاتهم، ويؤكد على حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني• ومن بين الدول التي قاطعت المؤتمر، إضافة إلى إسرائيل والولايات المتحدة، نذكر أيضا ألمانيا وكندا وهولندا وإيطاليا وأستراليا، ثم تبعتها وفود أوروبية أخرى قررت المشاركة في المؤتمر ثم انسحبت بحجة خطاب الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، الذي انتقد فيه عنصرية إسرائيل بأقل حدة، بالمقارنة مع خطاباته السابقة التي تعود فيها إلقاء خطابات أكثر حدة بالنسبة لإسرائيل مثل دعوته لمحو إسرائيل وتكذيبه للمحرقة النازية ضد اليهود• وكان الرئيس الأمريكي قد صرح بأن بلاده قاطعت مؤتمر دوربان الثاني، بسبب إمكانية شمل المؤتمر لاتهامات ضد إسرائيل• وقد هاجم الرئيس نجاد التاريخ الاستعماري للدول الأوروبية وانتقد قيام ''حكومة عنصرية'' في الشرق الأوسط بعد عام .1948 كما انتقد الرئيس الإيراني الإدارة الأمريكية السابقة وخصوصا ما يتعلق بغزو العراق وأفغانستان• وفي كلمته أيضا دعا نجاد إلى إعادة النظر في المنظمات الدولية الحالية وتغيير آلية عملها وقال إنه لا إصلاح لهذه المنظمات إلا بإلغاء حق الفيتو من مجلس الأمن الدولي•