اعترف أمس اليميني المتطرف الفرنسي، جون ماري لوبان، أن ثورة أول نوفمبر المجيدة خيبت آماله التي كان يراهن عليها باعتقاده أن الجزائر يمكن أن تكون فرنسية، وأنها كانت نظرة استعمارية للمستقبل• وأضاف رئيس الجبهة الوطنية الفرنسية، في حديثه لصحيفة أجنبية، أن التجربة أثبتت أن فرنسا لم تعد لديها القوة والقدرة لتحقيق الطموحات الاستعمارية، وأن تخليها بشكل مفاجئ عن الشعوب المسلمة التي كانت موالية لفرنسا لم تكن صفحة جميلة في تاريخ فرنسا، في رده على سؤال حول الفكرة التي كانت تعمل على تحقيقها فرنسا الاستدمارية بعد اعتقادها الخاطئ بإمكانية أن تكون الجزائر فرنسية، وأن فرنسا يمكن لها أن يكون لها وجود في قارتين مختلفتين، بعد الثورة العظيمة التي قادها شعب رفض كل أنواع الاستبداد والهمجية الاستعمارية، وأبطل كل ما خططت له فرنسا الاستدمارية، وفرارها من أرض الثوار لم يكن برضاها• وتحدث المتطرف بإحباط كبير عن فشل مخططات فرنسا أمام عظمة الشعب الجزائري، حين قال: ''كانت خيبة أمل كبيرة بالنسبة لي''، في رده على سؤال حول رؤيته الحالية في ما كان يدعو إليه في تلك الفترة الاستعمارية، ومعاداته لاستقلال الجزائر ومديحه لعمليات التعذيب الممارسة في حق الشعب الجزائري، وقال ''لقد كان في رؤيتي، كما برهنت على ذلك فيما بعد، أن كل الجزائريين يمكن أن يصبحوا مواطنين فرنسيين بشكل كامل''، متهما في السياق ذاته حكومته الفرنسية في تعاطيها مع الثورة الجزائرية قائلا: ''لم تتعامل الحكومة الفرنسية مع هذه القضية بشكل مناسب''، محاولا الهروب إلى الأمام بتحميل الآخرين مسؤولية الهزيمة، في حين أنه تناسى قوة الثورة المجيدة التي أحبطت مخططات الاستعمار ومحاولة طمس الهوية والقضاء على العنصر الجزائري من خلال انتهاج حرب إبادة اهتز لها العالم، وأنه لم يكن باستطاعة أية قوة الوقوف أمام الثورة الجزائرية•