شن اليمين المتطرف في فرنسا بقيادة مرين لوبان ابنة زعيم الحزب جون ماري لوبان هجوما إعلاميا عنيفا على حزب جبهة التحرير الوطني وذلك بسبب مشروع القانون الذي أودعه نواب الحزب العتيد بزعامة عبد العزيز بلخادم بحر الأسبوع المنصرم لدى مكتب المجلس لاستصدار الغرفة السفلى لقانون يجرم الاستعمار الفرنسي في الجزائر.وانتظر اليمين المتطرف مناسبة احتفالات 11 ديسمبر المخلدة في الجزائر لالتفاف الشعب الجزائري وراء جبهة التحرير وتأكيد شرعيتها خارجيا وداخليا إضافة إلى رفض مناورات الجنرال ديغول لشن حملته على الحزب العتيد. واتهم اليمين المتطرف في فرنسا الحزب العتيد بمحاولة التستر عما أسماه بالجرائم الإرهابية إشارة إلى مواقف الثورة من الجزائريين الذين أسدوا خدماتهم للاستعمار الفرنسي من الحركى وغيرهم قبل الاستقلال. كما اعتبر اليمين المتطرف في فرنسا، مبادرة نواب الأفالان استفزازا لفرنسا. وانتقلت وسائل إعلام الجبهة الوطنية إلى تسليط الضوء على ما يقوله علنا اليمين المتطرف في فرنسا وما يقوله سرا اليمين عموما في هذا البلد لتنفي على لسان زعماء هذا الحزب وجود جرائم ارتكبتها فرنسا استعمارية في فرنسا مشكّكة حتى في عدد الشهداء وضحايا الوحشية الاستعمارية الفرنسية. وفي هذا الشأن لجأ اليمين المتطرف إلى بعض شذاذ الافاق من المؤرخين الذين ادعوا أن 500 ألف مغاربي هو عدد الضحايا بينما لا يقرون أن هذا العدد من الضحايا كان بسبب ما أسموه تجاوزات الجيش الفرنسي في المغرب العربي. واعتمدت وسائل إعلام اليمين المتطرف على أطروحة الصحفية ''اليكس دوكري'' التي ادعت في كتابها ''أسطورة وجدل التاريخ '' بأن مجاعة كانت قد أصابت المغرب العربي ولو لا المساعدات الفرنسية لكان عدد الموتى بسبب المجاعة أكبر وبالعودة إلى الأجواء السياسية التي تميز فرنسا في هذه الأثناء ومنذ بعث ساركوزي بمقترحه حول مشروع النقاش على الهوية الفرنسية وارتفاع الأصوات الشوفينية المعادية لكل ما يمت بصلة للعالم العربي والإسلامي من هجرة وديانة وغيرها يتبين أن الأجواء ذاتها تشكل المرتع المناسب لانتعاش الأفكار والمواقف اليمينية المتطرفة في فرنسا الأمر الذي يفسر إقحام ساركوزي بلا داع نفسه في قضية منع بناء المآذن في فرنسا إاضافة إلى تزايد انتشار المواقف العدائية للعرب والمسلمين في هذا البلد على غرار الدعوة التي كان قد أطلقها اليمين المتطرف ذاته مرافعا على منع ازدواج الجنسية إضافة الى تقديم الحزب الحاكم في فرنسا لمقترح مشروع قانون في البرلمان يمنع رفع الرايات الأجنبية في احتفالات الجالية وبالأخص خلال احتفالات الزفاف وذلك على خلفية رفع الجزائريين المغتربين أو المزدوجي الجنسية الأعلام الوطنية احتفالا بتأهل الفريق الوطني للمونديال.