تسطر أوروبا برنامجا موسعا في الميدان الاقتصادي بحوض المتوسط، وقد أعدت للجزائر مرجعا مباشرا ضمن منظومتها التجارية، تحضيرا لمنطقة التبادل الحر في حدود 2017، فيما أكد الخبير الهولندي، ياب بوزوان، رغبة بلده في تطوير العلاقات الثنائية مع الجزائر اقتصاديا، بإنشاء وحدات صناعية استثمارية كبديل تجاري عن تسويق المبيعات للإسهام في تجسيد طموحات الدولة الميدانية• نوه، ياب، أمس بجهود الجزائر الانفتاحية، رغم أن عدد الجالية الجزائرية المتواجدة بهولندا لا تتجاوز 10 آلاف نسمة، عكس المغرب الشقيق الذي تتجاوز جاليته 800 ألف نسمة، إلا أن ارتباط ميناء روتردام الهولندي بمجال تحويل الغاز نحو أوربا وتسويقه باعتباره نقطة عبور، يؤسس مستقبلا لشراكة طاقوية لتصدير الغاز الجزائري باتجاه دول غرب أوروبا، ضف إلى ذلك تنمية بعض القطاعات التي قال عنها الخبير ياب، ومدير المعهد الهولندي للعلاقات العامة، حتمية تفرضها التغيرات التجارية خارج المحروقات، حيث يسعى بلده إلى الاستثمار في مجالات المالية، البنوك والفلاحة، خصوصا وأن هولندا حققت نتائج ميدانية تعكس مدى تطور منظومتها التجارية• ونظرا لاستراتيجية السوق الجزائرية فإن اعتماد سياسة الكفاءات المحلية بالاحتكاك بالتجربة الهولندية سيساهم في تطوير اقتصاد الدولة وينمي جانبها التجاري، وربما يتعدى ذلك نحو التصدير إفريقيا، ولم لا نحو أوروبا لامتلاك الجزائر الموارد الأولية والطاقوية التي تقف وراء نمو الصناعات المختلفة، ورغم إطلاق أوباما لسياسة تحقيق الاكتفاء أمريكيا على المدى المتوسط في المجال الطاقوي، إلا أن حيوية السوق الدولية تستدعي استيراد الغاز والكهرباء، الطاقة التي تتواجد بالجزائر وتنتظر حسن الاستغلال في مجالات التصنيع والتحويل• في حين ذكر ياب تخصيص المنظومة الأوروبية لمرجع مباشر ضمن منظومتها للجزائر، تحضيرا لمنطقة التبادل الحر خلال 8 سنوات، وذلك ما يرجح الكفة للجزائر لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع عدد من دول أوروبا وإبرام الصفقات التجارية وإيجاد فرص الاستثمار لفتح المجال للكفاءات المحلية قصد البروز ميدانيا، مع ضم الجزائر بطرق قانونية إلى مختلف المراسيم والعقود التجارية التي تتيح للجبهتين الأوربية والمحلية فرصة تقريب الوجهة الاقتصادية وتنمية البلد الجزائري الراغب في كسب مكانة جهوية اقتصادية تسمح له بترقية التجارة الخارجية• كما تحدث ياب عن سلسلة اللقاءات والعقود التي جمعت دول أوروبا حاليا ضمن تكتل اقتصادي فتي، ليس الحاكم أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية في مختلف القرارات الدبلوماسية عالميا، لكنه قادر على الظفر بالريادة بطرق تميزية، وذلك ما يجب أن تلتزم به دول المغرب العربي في إطار تحقيق التكامل الاقتصادي لمواجهة التغيرات الدولية، وقد بادرت الجزائر، يقول ياب، الى بناء تكتل مغاربي لرجال الأعمال، النقطة التي إن تواصلت ميدانيا ستجسد حلم 100 مليون نسمة التي تقطن هذه الدول•