أكد الخبير الإقتصادي ومستشار التنمية، السيد حسني، رئيس جمعية ترقية الفعالية والإيكولوجية المؤسساتية ل "الفجر" أن مشروع التنمية المستدامة المطروح "نوميديا الجديدة" استثمار متوسطي يتجذر من الهوية التاريخية لضفتي البحر المتوسط وذلك عقب اجتماعه بالخبراء الأجانب المشاركين في فعاليات الملتقى الدولي حول "التنمية الإقليمية المستمرة". وقد تحدث الخبير مع خبراء كل من تونس، إسبانيا، فرنسا وألمانيا حول سبل تجسيد مشاريع الطاقة المتجددة بالجزائر وذلك بإشراك وزارة الطاقة لانضمامها إلى مشروع "نوميديا الجديدة" في مجال الطاقة البيئية لتوسيع الإستثمار الجواري بين ضفتي البحر المتوسط، ذلك "كون بلدان الضفتين تجمعها الهوية التاريخية وعلاقات الجوار القديمة، وبفعل تغلغل جذور التبادل التجاري وعادات الإستهلاك المتشابهة موازاة مع الشراكة الثقافية وتبادل الأفكار على الصعيد الإقتصادي للنهوض بالتجارة عبر المتوسط لزيادة الاستثمار التنموي مع تجسيد العلاقات التاريخية وترجمتها ضمن أطر إقتصادية مستدامة ذات صلة بالنمو الإقتصادي المتوسط خصوصا في الظروف الراهنة عالميا. وحسب محدثنا دائما، فإن الجزائر ستسعى من خلال مشروع "نوميديا الجديدة" إلى الإسهام العالمي في الحفاظ على البيئة وتجديد استهلاك الطاقة باسترجاع الغازات لاسيما ثاني أكسيد الكربون "لإعادة العالم إلى التوجه نحو التبرد بعد الإختلال في التوازن البيولوجي والمناخي ما سبب اختلالا في التوازن الإقتصادي البيئي"، كما قال حسني، والذي أسفر اجتماعه بالخبراء عن عدة توصيات تصب في مجملها ضمن خلفيات الإقتصاد الوطني الجزائري على الصعيد الدولي باتباع سياسة الاستثمار المتنوع والتقليص من حجم التلويث الذي تبقى الدول الصناعية الأكثر تسببا في ذلك بحسب تصريحات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، خلال اجتماعه بجلسات الدوحة القطرية حول تمويل التنمية خارج قطاع المحروقات لإعطاء البديل الإقتصادي مع تعقب تطورات الأزمة المالية وانعكاساتها على بلدان حوض المتوسط لاسيما في مجال التصدير والإستيراد للوقوف على تغييرات الأوضاع التجارية وتحولات الأمن الغذائي في غضون الأشهر الأولى للأزمة المالية العالمية في ظل تراجع أسواق النفط العالمي وأسواق الاستثمار الأجنبي مرتبطا ذلك بانهيار البنوك وكبريات شركات الاستثمار العالمية، مع الغرق في الديون ما قد يعرقل مسار التنمية في البحر المتوسط ويؤخر مشاريع الإستثمار والشراكة بين الضفتين، خصوصا وإن غاب التمويم المؤسساتي في الميدان، حسبما يراه المستشار حسني، الذي سيطلق ومن خلال جمعية الفعالية والجودة المؤسساتية "أباك" مشروع "نوميديا الجديدة" كتحد جديد يفرضه واقع التنمية البيئية العالمية وعلى وجه الخصوص في مجال الطاقة وذلك بتجديد وتحديث فرص الإستثمار بالصحراء الجزائرية فلاحيا وصناعيا للتوجه نحو الاكتفاء الذاتي في الاستهلاك الغذائي والمرحلي للجزائر على المدى القصير واستغلالا للأزمة المالية وبحث الدول الكبرى عن أسواق الدول النامية لبسط خبرتها وإيجاد حلول لتسويق منتجاتها ذلك ما سهل على الجزائر انتهاز الفرصة لتطوير الإقتصاد الوطني احتكاكا بالتجارب والخبرة الدولية للإنطلاق في تسجيد التنمية المستدامة الوطنية والاكتفاء عبر الجاهزية التقنية للتسيير وتنويع الإنتاج المحلي، حسبما صرح به حسني للجريدة. وفي انتظار تعميم المشروع الجديد "نوميديا الجديدة" على المستوى الإقليمي للبحر المتوسط وإفريقيا لاسيما بالصحاري الكبرى، يبقى التنوع الإستثماري وتطبيق المشروع البيئي بالجزائر رهان السوق الوطني ومنطلق الرغبة الإستثمارية سيما في القطاع الخاص ثم الشروع في توطيد العلاقات من مطلق المنجزات الوطنية اقتصاديا مع الدول الأخرى لتأطير الشراكة وفق ما تقتضيه تداعيات السوق العالمية لمواكبة تطورات الإقتصاد تقنيا وإنتاجيا، حتى تتبوأ الجزائر مكانة تليق بمؤهلاتها الطبيعية ومواردها المسخرة للتنمية الإقتصادية كما يراه محدثنا.