كشف رئيس الجمعية الوطنية لعلوم الطب الشرعي، البروفيسور بساحة مجيد، خلال المؤتمر الدولي الأول للطب الشرعي الذي احتضنته وهران نهاية الأسبوع الفارط، عن تشريح 200 جثة سنويا بمصلحة الطب الشرعي وحفظ الجثث بمستشفى مصطفى باشا بالعاصمة لوحدها، بعد الإنتشار الواسع لقضايا الإجرام• قال البرفيسور بساحة إن مصلحة الطب الشرعي بمستشفى باشا الجامعي تفحص سنويا ما بين 8 إلى 10 آلاف ضحية أعمال عنف واعتداءات، والتي يتم استخراج لها شهادة تثبت مدى العجز بعد الوقوف على الأضرار الجسمانية التي لحقتها، ليتم تسليمها بعدها إلى مصالح الأمن وإحالة الملف على العدالة بعد إثبات خطورة الحالة المرضية• وطرح المتحدث مشكل النقص الكبير والمسجل في عدد الأطباء الشرعين الذين يتراوح عددهم اليوم بين 150 إلى 200 طبيب يتم توزيعهم بشكل عشوائي على المستشفيات، حيث أن 80 بالمائة منهم يعملون في الشمال خاصة بالعاصمة بنسبة 50 بالمائة بها، هذا إذا علمنا أن ولاية تمنراست الحدودية، بالرغم من الإنتشار الواسع لقضايا الإجرام والتهريب بها وما يصاحبه من تزوير في الوثائق والمحررات الرسمية، إلا أنها تخلو تماما من تواجد أطباء شرعيين بها، بعدما أصبحت معظم الحوادث والقضايا تحول إلى الشمال• وأشار المتحدث إلى سوء التوزيع والنقص المسجل في عدد الأطباء الشرعيين، خاصة أن كليات الطب لا تخرج سنويا إلا بين 5 إلى10 أطباء فقط مقارنة بالأطباء العامين، وهذا راجع إلى جهل السلطات الوصية لمهمة الطبيب الشرعي• وقال محدثنا إنه منذ الإستقلال إلى أواخر الثمانينات لم تكن هناك اهتماما بالطبيب الشرعي إلا مؤخرا بعد تعقد القضايا أمام الجهات الأمنية، ما جعل العدالة تستنجد بالطبيب الشرعي لإثبات الجريمة، وطالب المتحدث وزارة العدل والصحة والداخلية والتعليم العالي بدعم الأطباء الشرعيين في التكوين والتوزيع وتوفير ظروف العمل المناسبة•• مع توظيفهم حسب الاحتياجات، في الوقت الذي أصبح العديد منهم يتقاضون مرتبات دون بذل جهد يذكر• فيما يبقى الطب الشرعي في الجزائر مختلفا تماما عن بقية البلدان الأخرى، حيث أن قضايا الضرب والجرح العمدي أكثر من 15 يوما عجز يتم متابعة المتهم من قبل الضحية• وهناك برنامج عمل مكثف عن مشاركات الجمعية في المؤتمرات الدولية من خلال اجتماع الرابع للاتحاد العرب في الطب الشرعي المزدوج، للإحتفال بالأيام 10 للطب الشرعي التي ستجرى بالجزائر في أفريل ,2010 وذلك لرفع اقتراح لعقد اجتماع أكاديمي للأطباء الشرعين للغة الفرنسية• وسينعقد في فرنسا في جوان بأكاديمية باريس، وأنشطة علمية أخرى• وبالرغم من كل ذلك يبقى الطبيب الشرعي في الجزائر يعاني الإقصاء والتهميش ما سيفتح الباب مستقبلا أمام هذه الكفاءات للهجرة• ومن جهته أكد مسؤول بمصلحة الطب الشرعي بوهران عن تشريح سنويا ما بين 300 إلى 400 جثة ضحية أعمال عنف واعتداء وحوادث المرور وغيرها، كما يتم يوميا فحص أزيد من 120 مريض وضحية اعتداء•