أثارت تصريحات أمين عام الأرندي، أحمد أويحيى، حول رفضه للعفو الشامل عدة ردود في أوساط المتتبعين في الساحة الوطنية حول المقصود من ذلك، ومدى جدية الوعد الذي قطعه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على نفسه خلال حملته الانتخابية للرئاسيات الفارطة بترقية ميثاق السلم والمصالحة الوطنية وجعل استتباب الأمن وبسط الاستقرار على جميع مناطق الوطن هدفا من تطبيق ميثاق ما أطلق عليه العفو الشامل• أكد الناطق الرسمي لحركة مجتمع السلم، محمد جمعة، أن ما جاء على لسان السيد أحمد أويحيى، يعبر عن موقف حزب التجمع الوطني الديمقراطي، وقال ''لا نستطيع التعقيب على تصريحات الآخرين''، وأن ميثاق السلم والمصالحة الوطنية يحتاج إلى جرعة إضافية، سماها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، العفو الشامل، وهو ما حدث مع الوئام المدني وقانون الرحمة، يضيف محمد جمعة، وأن المرور عبر مرحلة نقاهة أصبح ضروريا لبلوغ الهدف المقصود• وأضاف جمعة، في تصريح خاص ل ''الفجر''، أن رئيس الجمهورية تحدث عن العفو الشامل في حملته الانتخابية السابقة بشكل واضح عندما أشار إلى أنه سيرقي المصالحة الوطنية، وقال ''ترقية المصالحة هي جرعة إضافية للمصالحة الوطنية لبلوغ أهدافها، وسميت العفو الشامل''، وحركة ''حمس'' لا ترى في ذلك مانعا، على اعتبار أن استتباب الأمن والاستقرار يبقى أولوية أساسية في الوقت الراهن، وأن المصالحة ما هي إلا مرحلة انتقالية تصب في هذا الاتجاه شأن العفو الشامل• ورد ممثل حمس على سؤال ''الفجر'' حول نقائص المصالحة الوطنية، قائلا ''التدابير السابقة راعت الأبعاد الأمنية والاجتماعية والإنسانية، وبقيت الأبعاد السياسية تراوح مكانها''، وأنه من الضروري أن ترقى لتشمل الأبعاد السياسية في المرحلة القادمة لطي الملف بصفة نهائية، والعفو الشامل لم يفصح رئيس الجمهورية عن مضمونه ''ونحن لا نملك صورة واضحة عنه، إلا أننا مع ترقية المصالحة''• من جهته، أشار المكلف بالإعلام بحزب جبهة التحرير الوطني، السعيد بوحجة، إلى أن الوزير الأول، أحمد أويحيى، إنما يقصد أن العفو الشامل لا يتم بفوضوية ولا يشمل الجميع ، وقال ''ربما كان يقصد رفضه لميثاق العفو الشامل في الوقت الراهن على اعتبار أن العمليات الإرهابية أخذت منحى تصاعديا''، في تعقيبه على تصريحات أويحيى في الندوة الصحفية التي نظمت بعد اختتام أشغال المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، واضعا تصريحاته ضمن موقعه في الحزب• ونفى السعيد بوحجة ما تداولته الصحافة الوطنية حول هذه التصريحات قائلا ''لا يجب أن تفهم التصريحات دون معرفة المقصود منها''، وأن المصالحة الوطنية بحاجة لترقية حسب ما أشار إليه رئيس الجمهورية للوصول إلى الهدف المنشود وفق شروط حددها بنفسه بعد أن تضع جميع العناصر الإرهابية السلاح وتنزل من الجبال، غير أن بوحجة يضيف موضحا ''يجب مراعاة عدة جوانب قبل مباشرة العملية، ومن غير الممكن أن يرفض الوزير الأول مسعى الرئيس في هذا الاتجاه، باعتباره من الساعين إلى استتباب الأمن والاستقرار في ربوع الوطن''•