يبرز مسار الأحداث التي عرفتها الساحة السياسية بالجزائر، مؤخرا، أن موضوع العفو الشامل عاد ليبرز بقوة خلال الحملة الانتخابية الأخيرة، أين عمد المتسابقون لقصر المرادية يوم 09 أفريل الأخير تسويق ملف العفو الشامل ضمن برنامج حملاتهم الانتخابية كل حسب تصوره• وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أعرب في العديد من المرات عن نيته في ترقية مسار السلم والمصالحة الوطنية، الذي لاتزال آجاله مفتوحة إلى عفو شاملا في مناسبات عديدية خلال عهدته الرئاسية الثانية• وعاد ليطرح الفكرة خلال حملته الانتخابية الأخيرة في العديد من المحطات كولاية تيزي وزو، لكنه لمح إلى أنه لا يكون عفوا شاملا دون وضع نهائي للسلاح والقضاء على الإرهاب من جذوره• وبهذا يكون الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عازم على الذهاب إلى عفو شامل، حسبما أكدته مصادر على صلة بالموضوع ل''الفجر'' من خلال، حسب نفس المصدر، مشاورات يكون قد باشرها مع مختلف الهيئات القانونية والاستشارية وفقهاء القانون، بالإضافة إلى قادة بعض الأحزاب••• الخ، حتى يتمكن من تحديد صيغته المناسبة• ولا يستبعد المتتبعون أن يلجأ الرئيس إلى استشارة شعبية في موضوع العفو الشامل، على غرار ما فعله مع مشروعيه الوئام المدني ثم المصالحة الوطنية، اللذان زكاهما الشعب بقوة أملا في حقن الدماء وبروز شمس جزائر قوية وآمنة• الأفلان يؤيد فكرة العفو الشامل بشرط القضاء على الإرهاب رد عبد العزيز بلخادم، من موقعه كأمين عام لحزب جبهة التحرير الوطني، عن موقفه حيال فكرة العفو الشامل الذي لمح إليها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في حملته الانتخابية الأخيرة بقوله: ''الأفلان يؤمن بكل ما من شأنه أن يرأب الصدع ويرجع الاستقرار والأمن للبلاد''• وفي هذا السياق، يرى المتتبعون أن الأفلان لا يمكن أن لا يرحب بفكرة مثل العفو الشامل، خاصة وأنها نابعة من رئيس كان الأفلان السباق إلى تدعيم برنامجه على غرار المصالحة الوطنية• وبهذا الخصوص، قال السعيد بوحجة، القيادي بالأمانة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني في تصريح ل''الفجر'' أن العفو الشامل كلمة ثقيلة ولا ينبغي معالجتها بارتجالية وتسرع• وأبرز مسؤول الاعلام بجبهة التحرير الوطني الأفالان لا يعارض الفكرة مبدئيا إذا توفرت مجموعة من الشروط، أولها القضاء النهائي على ظاهرة الإرهاب الذي لايزال بقايا بعض العناصر يبحثون بين الفينة والأخرى عن الضجة الإعلامية بعمليات استعراضية• كما لم ينكر نفس المتحدث ضرورة عرض الفكرة في حال تجسيدها على استفتاء شعبي• الأرندي ضد تعميم العفو الشامل على جميع الفئات فضل الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، اختيار اختتام أشغال آخر دورة مجلس الوطني للأرندي للخروج عن صمته حيال ملف العفو الشامل، حيث قال في الموضوع إن العفو الشامل قد يكون باتجاه أفعالا بعينها ولا يمكن أن يكون شاملا بالمعنى القانونى، حيث استبعد أحمد أويحي أن يعمم العفو الشامل في حال تطبيقه على جميع الفئات التي ارتكبت جرائم، وفضل صياغة مثال على ذلك بناهبي المال العام وقاتلي العشرات من الأبرياء• وجاء موقف زعيم الأرندي، حيال شروط نهج وصياغة العفو الشامل مطابقا لما يراه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مناسبا لذلك، لاسيما فيما تعلق بأولوية وضع آخر عنصر من بقايا الجماعات الدموية لسلاحه والاستتباب الكلي للأمن•