في جولة استطلاعية قادتنا نهاية الأسبوع نحو البورصة الموازية بالعاصمة، بحي بورسعيد، اقتربنا من بعض متداولي العملة الصعبة، التجار الجدد، أو كما يطلقون على أنفسهم ''مليونيرات الدوفيز القادمون'' في إشارة إلى تكوين جيل ثان من المليارديرات، بعد أن تضخمت أرقام الأعمال المالية التي يحوزها المتعاملون الأوائل في هذه السوق الموازية، حيث تعدى الرأسمال التجاري 100 مليار سنتيم، وتجاوزت الأرباح المحققة سنويا سقف 20 مليار سنتيم، وهي أرقام تعكس مدى تطور هذا النوع من التجارة بالبلد ولجوء أصحاب ''الشكارة'' ورجال المال والأعمال إلى تحويل أموالهم حسب تعاملاتهم الدولية، عن طريق المفاوضات التنافسية التي يطلقها تجار العملة الصعبة ببورسعيد، من أجل كسب أرباح تمهد لخلق ثروة، أدت ببعض المتعاملين إلى تغيير وجهة نشاطهم الاستثماري بعد أن تخطت رؤوس أموالهم عتبة 500 مليار سنتيم• وبلغة الأرقام، وبسؤالنا عن تغيرات أسعار البيع والشراء، أجاب المتعاملون بتفاؤل كبير ناتج عن الانتعاش التجاري، تزامن وموسم البناء وورشات الإنجاز الكبرى التي يدخل فيها الأجانب كطرف فعال، موازاة مع انطلاق موسم الاصطياف وعودة المهاجرين، فقد بلغت قيمة الأورو عند البيع 1250 ألف دينار، و1235 ألف دينار عند الشراء، بعد أن كانت قيمته متوقفة عند 1150 سابقا، فيما وصلت الورقة الحمراء لليوان الصيني حدود 70 ألف دينار لكل مائة يوان صيني، محققا قفزة نوعية في ميدان التحويلات، ومتقدما على الدولار الأمريكي الذي سجل تراجعا في سابقة تاريخية، أنتجتها مناقصات المشاريع التي ظفرت بها الصين، وغزو منتوجاتها التجارية للسوق المحلية، حيث بقي كما كان في حدود8700 دينار في عمليتي البيع والشراء، وقد عرف الدولار الكندي بعض الرّواج حيث وصل سعر صرفه 7500 دينار لكل مائة دولار، بسبب تزايد الطلب على ''الفيزا'' ودخول عدد من الشركات الكندية وإبرام صفقات واتفاقيات علمية بين البلدين• ويوّظف المليارديرات الجدد حاليا شبابا عن طريق الدعم المالي لقاء أخذ أرباح بالتقسيط، تتماشى ونسب البيع والشراء والعروض التي يتلقاها التجار في تعاملاتهم من أصحاب المال المحليين والأجانب الراغبين في تحويل العملة من وإلى الدينار، كما تعرف سوق بورسعيد ''البورصة الموازية'' تداولا ماليا وسيولة نقدية جلبت عملة صعبة، قال بشأنها تجار العملة ل ''الفجر''، أنها استثمار مالي يفوق تداولات بورصة الجزائر، التي لم تحقق طموح الدولة في ذلك•