اجتمع شباب الرواشد حول فكرة رسم العلم الجزائري على قمة جبل ''بن فلاف'' التي لم تكن إلا دليلا على تشبع الشباب بالروح الوطنية، كيف لا والرواشد تملك تاريخا ثوريا، فمعظم سكانها مجاهدون وأبناء شهداء، كما أنها استمدت تسميتها من أحد أبنائها وهو عبد القادر بن مبارك الراشدي•• وكان كبير قضاة قسنطينة وأحد علمائها ومدرسا بجامع الكتاني • هذا الإنجاز الذي يعتبر فريدا من نوعه هو رسم علم الجزائر فوق جبل بن فلاف•• هذا العلم الذي تبلغ أبعاده 50م على 20 م لاقى استحسانا كبيرا من طرف كل زائري البلدية، وحتى سكان البلديات المجاورة الذين يستطيعون مشاهدته نظرا لعلوه وكبره• الجميل في الأمر مشاركة الطفل تقي الدين البالغ من العمر ثلاث سنوات في العملية، علما أن هذه الفكرة تعد الأولى من نوعها في الجزائر• وكشف أحد الشباب أن فكرة رسم العلم على قمة جبل جاءت بعد إعجابهم بفكرة كتابة المغاربة لكلمات ''الله - الملك - الوطن '' على قمة أعلى جبل في المغرب، ومن ثم ارتأى شباب المنطقة كتابة اسم بلديتهم على قمة جبل ''بن فلاف''، لكن أعيان المنطقة اقترحوا عليهم رسم العلم الوطني• ويضيف المتحدث أنهم استعانوا في رسم العلم على خريج من معهد الفنون الجميلة ومهندس معماري لتصميم أبعاد العلم، وبعدها بدأوا في عملية دهن حجارة الجبل المكونة لشكل العلم انطلاقا من النجمة والهلال، وبعدها انتقلوا إلى المستطيلين الأبيض والأخضر• وتشهد البلدية منذ أمس، احتفالات بتزاوج فرحة الذكرى47 للاستقلال والانتهاء من أشغال رسم العلم الذي سيميز شباب البلدية عن غيرها من البلديات المجاورة• وتعرف بلدية الرواشد هذه الأيام حملات تطوعية واسعة ينظمها المواطنون في مختلف أحياء البلدية، شملت بناء نافورات عمومية، وإقامة أشكال هندسية من تصميم المهندس طارق الذي لم يبخل بتصاميمه الفريدة من نوعها، التي ستعطي في القريب العاجل وجها مميزا للمنطقة• وساهم المواطنون والمقاولون وحتى البلدية في هذه الحملة، سواء بأموالهم أو جهدهم من أجل تغيير وجه مدينتهم، الشيء الذي خلق جوا من المنافسة بين شباب الأحياء• وفي تصريح لأحد الشباب ل''الفجر'' فإن مبادرة تغيير وجه المدينة بدأت في عام ,2001 حيث قام بعض الشباب بغرس عدد لا بأس به من أشجار التوت، لتمتد إلى غاية 2009 حيث تم تزيين شارع بشكيط يوسف بالعشب الطبيعي والأزهار وإنشاء نافورة وبئر تقليدي استكمالا للمناظر الخلابة التي تسود المنطقة خاصة في فصلي الشتاء والربيع، خاصة وأن ثاني اكبر وديان الجزائر يمر بها وهو الوادي الكبير، وبعدها جاءت فكرة رسم العلم الوطني في قمة الجبل ( جبل بن فلاف)• من جهة أخرى أكد على دعم السلطات المحلية لمشاريع الشباب وأفكارهم عن طريق إمدادهم بمواد البناء والدهان والري• كما لم يبخل المسؤولون بتوجيهاتهم للشباب، وكذلك جامع الختير أحد مؤطري هذه المبادرات الذي قام بتزويد الشباب بالعشب الطبيعي• في اتصال مع رئيس البلدية، دخموش عمار، قال إن المبادرة بدأت من بعض الشباب الذين اشتروا عشب طبيعي وزينوا به مساحات أحد الأحياء فكانت هذه المبادرة المثال الذي اقتدى به كل شباب البلدية، وقاموا بعدها بتشييد نافورات عمومية وتوزيع مصابيح زادت المنطقة جمالا، بالإضافة إلى أن كل شاب أبى إلا أن يضع بصمته في حيه مما خلق جوا من المنافسة• عبر ذات المتحدث عن إعجابه بمبادرة الشباب التي ساهمت في تحسين صورة البلدية بشكل لافت حتى أن الوالي قام بزيارة رسمية مع 13 رئيس دائرة للوقوف على الانجازات التي ترددت على كل لسان• وأفاد رئيس بلدية الرواشد أن المشاريع متواصلة إلى غاية العشرين من شهر أوت حيث قام الشباب بالاستعانة بأحد المهندسين لوضع تصاميم الساحات العمومية، على غرار ساحة 20 أوت وساحة الأندلس وساحة القدس، تنوعت بين التصاميم الرومانية والتصاميم العصرية، وكلها من إبداع مخيلة الشباب وتعبير عن ذوقهم الرفيع وكذا معرفتهم بتاريخ المنطقة التي تعتبر من أقدم المدن في الجزائر• ويضيف أنها أنشأت سياسياً عام 1882 من قبل الإدارة الفرنسية إبان الاستعمار، كانت تحت الإدارة الإقليمية لولاية قسنطينة، بعد أول تقسيم إداري، وبعد الاستقلال ضمت إلى ولاية جيجل، وفي آخر تقسيم أصبحت تحت إدارة ولاية ميلة• وأقام المستعمر في مدينة الرواشد عدة مساكن وبنايات تحتوي على عدة شواهد استعمارية، كالمقبرة الفرنسية بحي القرية، ومركز التعذيب الذي حول إلى مدرسة ابتدائية ( مدرسة البرج) فضلا عن وجود كثير من منازل المعمرين والتي لا تزال قائمة إلى اليوم، وقد اختارها المعمرون للسكن فيها لتوفرها على مناظر طبيعية فائقة الجمال•