كما هو الشأن بالنسبة للجزائر على سبيل المثال، بحيث يمكننا أن نقرأ أنه ينبغي تدمير وحرق المدارس واختطاف النساء والأطفال وقتل الرجال''، ودعا المحامي المعروف بدفاعه عن القضية الجزائرية إبان حرب التحرير الوطنية وسائل الإعلام الوطنية والإفريقية بشكل عام إلى عدم الوقوع في أفكار كليشيهات للمعمرين خلال تطرقهم إلى تاريخ بلدانهم• وأضاف فيرجاس، زوج المناضلة جميلة بوحيرد، السابق، في تصريح على هامش مشاركته في الملتقى الدولي حول الاستعمار والحركات التحررية في إفريقيا بقصر الثقافة أول أمس، والذي يدخل ضمن فعاليات المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني بالجزائر، أن الحقيقة حول هذه الفترة من التاريخ لا زالت خفية، مبرزا دور وسائل الإعلام والمدارس في اطلاع الأجيال الشابة الإفريقية على حقيقة تاريخها وماضيها، مضيفا أنه ينبغي أن نقول لهم الحقيقة• من جهتها قالت وزيرة الثقافة خليدة تومي، في كلمة ألقتها إثر افتتاحها هذا الملتقى، الذي يدوم إلى غاية 20 جويلية الجاري، إن إفريقيا لا تزال مستعمرة ما دامت الصحراء الغربية مستعمرة، مضيفة أن البلدان الإفريقية شمالا أم جنوبا تدفع حاليا ثمن الحقبة الاستعمارية التي أساءت لها ولشعوبها المهزوم على أمرها في ذلك الوقت• وفي السياق ذاته، دعا مدير مركز الساقية الحمراء للدراسات الإستراتيجية والسياسية بابا مصطفى سيد، إلى وضع حد للاستعمار في القارة الإفريقية، مضيفا أن الصحراء الغربية تبقى آخر مستعمرة بإفريقيا، وأن الوقت قد حان لكسر جدار الصمت للسماح للشعب الصحراوي الذي يعيش خلف جدار العزل الذي أقامته سلطات الاحتلال لعزل الأراضي المحتلة بالاتصال بباقي الشعب الصحراوي• من جهتها تحدثت تراوري أمينة، المؤرخة ووزيرة الثقافة السابقة المالية، عن الظرف الذي نشر فيه كتابها ''إفريقيا المهانة'' والذي جاء كرد على هؤلاء الذين شككوا في كفاح إفريقيا ضد الاستعمار، مشيرة إلى الخطاب الذي وصفته بالمثير للجدل الذي ألقاه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم 26 جويلية 2007 في داكار، مضيفة أن إفريقيا كانت على حق وأن الغرب هو الذي نهب ثروات إفريقيا، وإذا كان العالم - تقول تراوري- يواجه أزمة غذائية وبيئية وأخلاقية وسياسية فذلك لأن هذا النظام قد برهن على فشله•