أشار أمس القيادي السابق في جماعة ''المقاتلة'' الليبية، نعمان بن عثمان، أن الإرهابي أبو يحيى الليبي، لم يكن من قيادات التنظيم الإرهابي الليبي ولم يكلف بأي دور قيادي داخل تنظيم ما يسمى القاعدة العالمي الذي يدعي انتماءه له، غير أن هروبه المشكوك فيه من سجن باغرام بأفغانستان المعروف بالحراسة المشددة لدرجة أن أغلب المراقبين يشبهونه بمعتقل غوانتانامو، جعل ظهوره على المواقع الإلكترونية والأشرطة المحرّضة على الإرهاب يلفت الانتباه وينافس قادة التنظيم، ويطرح عدة أسئلة خاصة بعد بيانه الموجه لتنظيم الإرهابي دروكدال يكفر من خلاله الشعب الجزائري ويدعو إلى الجهاد في الجزائر قبل فلسطين• وأضاف القيادي السابق في جماعة المقاتلة الليبية، الذي أعلن توبته من الأعمال الإرهابية، في حديثه لقناة ''العربية'' أنه ''يعرف أبو يحيى الليبي بشكل شخصي والتقى معه كثيرا في الفترة بين 1991 و2000 في أفغانستان''، موضحا أنه مجرد طالب علوم شرعية أرسلته جماعة المقاتلة إلى موريتانيا لتلقي العلوم الدينية هناك، وأنه حتى 2005 لم يكن للإرهابي أبي يحيى الليبي أي دور قيادي في تنظيم القاعدة، لكن بعد هروبه من سجن ''باغرام'' في أفغانستان بدأ ''نجمه'' يسطع بسرعة كبيرة إلى قيادات الصفوف الأولى في التنظيم• ويفسر نعمان بن عثمان قيام تنظيم القاعدة بتصعيد الدموي أبو يحيى الليبي، له أكثر من معنى، فمن ناحية تعاني القاعدة من غياب كبير لقيادات الصف الأول والثاني؛ بعد مقتل معظمهم، ومن جانب آخر يعكس ذلك محاولات ورغبة القاعدة في أن تجد موطئ قدم لها في المنطقة باستثناء الجزائر، التي جعلت الجماعة السلفية للدعوة القتال بقيادة الإرهابي عبد المالك دروكدال تعيش مرحلة اليأس والعزلة بفضل سياسة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من خلال تطبيق ميثاق السلم والمصالحة الوطنية والسياسة الأمنية المحترفة للمؤسسة العسكرية ومختلف القوات الأمنية• وأضاف مراقبون متخصصون في شؤون التنظيمات الإرهابية وتنظيم القاعدة العالمي، أن ظهور الإرهابي، محمد حسن قايد، المدعو أبو يحيى الليبي بشكل لافت يعطي انطباعا بأنه يقود جبهة إرهابية تمتد عبر شمال إفريقيا، مرورا بالصحراء الكبرى ومالي والنيجر وحتى منطقة القرن الإفريقي، قد تجعله منافسا على زعامة التنظيم العالمي خلال الفترة المقبلة من جهة، أو أن تكون القاعدة تقوم بإعداده لفتح جبهات جديدة من الصراع في منطقة شمال إفريقيا عبر ليبيا والصحراء الكبرى، بعد أن صدرت عنه فتاوى تقول آخرها ''إن الجهاد في الجزائر أولى من الجهاد في فلسطين'' من جهة أخرى، أو أنه من صنع الاستخبارات الغربية التي تحاول إيجاد مكان في المنطقة الإفريقية لاستنزاف الثروات وتعويض الفشل الذي عرفته في منطقة الشرق الأوسط وأفغانستان، خاصة بعد فراره من سجن ''باغرام'' الذي يطرح عدة أسئلة من جهة ثالثة• ويشير الملاحظون إلى أن الإرهابي أبو يحيى الليبي يُكنّ حقدا دفينا للشعب الجزائر وبلده، وأن إعلان الجهاد في الجزائر ضد الشعب الجزائري الذي استباح دمه وعرضه وماله ودينه، إنما هو انتقام لانهزام تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال والإرهابي دروكدال، بعد أن راهنت عليه قيادة تنظيم القاعدة العالمي في منطقة شمال إفريقيا ودول الساحل في محاولة لفك الخناق عليها في أفغانستان، وضمان تمويل ودعم بالأسلحة والأموال، وأن انهزام تنظيم دروكدال على أيدي الجيش الوطني الشعبي والعزلة التي يعانيها، ظروف دفعت تنظيم القاعدة إلى عزل الإرهابي دروكدال بطريقة غير معلنة وتعويضه بالدموي أبو يحيى الليبي من خلال الظهور الإعلامي المكثف، كزعيم يقود تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي•