عاشت، أمس، أحياء عين النعجة بالعاصمة على وقع أحداث شغب انتشرت عبر مختلف الطرق؛ حيث خرج عدد كبير من الشباب إلى الشارع الرئيسي وقاموا بإضرام النيران عبر جميع مفترقات الطرقات للتعبير عن سخطهم وتذمرهم من الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، التي أصبحت تقريبا عادة وتدوم في غالب الأحيان يوما كاملا أو نصف يوم على الأقل• قضى سكان حي 720 مسكن بعين النعجة وما جاوره ليلة "نارية"، اضطرت مصالح الأمن التي جاءت إلى عين المكان في محاولة لتهدئة الأوضاع للاستسلام ومغادرة المكان بعد أن اصطدمت بعزيمة شباب خرج للتعبير بقوة عن استيائه من الانقطاع المتكرر للكهرباء يدوم في غالب الأحيان ساعات عديدة تصل في بعض الأحيان إلى يوم كامل• وبدأت الأحداث في حدود الساعة العاشرة ليلا، حيث قامت مجموعة من الشباب بغلق طريق السوق في وسط حي 720 مسكن وقاموا بإضرام النيران على طول الطريق ليتم قطعه أمام حركة المرور• وفور وقوع الحادثة تنقلت مصالح الأمن الوطني مرفوقة برجال الحماية المدنية إلى عين المكان، حيث تم إطفاء تلك النيران لتبدأ لعبة "القط والفأر" بين رجال الشرطة وشباب الحي على طول الطريق ليتم إشعال النيران في مكان آخر وكلما تم إخمادها اشتعلت في مكان آخر، حيث استمرت هذه الأعمال لساعات طويلة، لتنتهي بمغادرة الشرطة المكان• واستمرت هذه الأحداث التي وقعت ليلة الاثنين إلى الثلاثاء إلى غاية الساعات الأولى من الصبيحة، حيث واصل جموع الشباب تحت زغاريد النساء برمي في الطرقات العجلات المطاطية والنفايات والأحجار وحتى قارورات الزجاج وبعض الأعمدة التي كانت على الأرصفة ليتم غلق كل الطرق المؤدية إلى عين النعجة، لتكون المرحلة الموالية إضرام النيران في الشارع الرئيسي لعين النعجة وغلقه أمام حركة المرور تحت أنظار مصالح الأمن التي فضّلت الانسحاب وتفادي الدخول في مواجهات مع شباب كانوا في قمة الغضب والاستياء وراحوا يرددون شعارت مناهضة للسلطة• ورغم كل ما حدث، لم تقم مصالح سونلغاز بإعادة التيار الكهربائي إلا في حدود الساعة العاشرة من صبيحة أمس؛ حيث كان حديث العام والخاص حول الأحداث التي وقعت أثناء الليلة وتواصلت إلى غاية الرابعة صباحا وبقيت آثار الحرائق بادية على الأرصفة بعد أن تم إبعادها من وسط الطريق إلى الأرصفة• ويقول البعض إن "أحد شباب الحي الذي يعاني الأيام الأخيرة من شلل شبه تام عقب حادث مرور وقع له السنة الماضية ومعاناة العديد من سكان المنطقة من أمراض مزمنة كانت سبب اندلاع هذه الأحداث حيث تتسبب الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي في فساد الأدوية التي يتناولونها والتي تباع بأسعار جد غالية بالإضافة إلى عدم قطع التيار الكهربائي في الأحياء المجاورة لحي 720 مسكن، حيث لم تحرم هذه الأحياء من الكهرباء في الوقت الذي يواصل هؤلاء السكان المعاناة في الظلام لساعات ولأيام طويلة وهذا ما يعتبره سكان الحي بمثابة معاملة غير عادلة•