رغم أنه لم يحبذ الكلام حول الوضعية الحالية لمولودية الجزائر، إلا أن حديثه القصير معنا كانت فيه دلالة على استياء شديد وتذمر كبير من الحالة التي آل إليها عميد الأندية الجزائرية، حيث كلما تكلمنا عنه تذكرنا اسم بتروني عمر نجم الفريق في سنوات السبعينيات• هذا المهاجم الذي سجل اسمه بأحرف من ذهب، صنع أفراح النادي وساهم في إدخاله الساحة الدولية• فبعدما كانت المولودية يضرب بها المثل بين الأندية الأخرى، ها هي الآن تبكي مصيرها حاليا• حيث وبعدما كانت تلعب على الألقاب أصبحت تهدف من البداية إلى تحقيق البقاء في حظيرة النخبة لا شيئا آخر، وما زاد الطين بلة هو أن العدوى انتقلت من الميدان لتلحق بالإدارة، التي أصبحت حلبة للمصارعة بين رئيس تم انتدابه في جمعية انتخابية والأمر يعني الرئيس صادق عمروس، وأعضاء المعارضة الذين تدخلوا وعينوا الرئيس السابق عبد الحميد زدك، ليمثلها في قيادة العميد ليختلط الحابل بالنابل، وفي الأخير فإن المولودية هي الخاسر الأكبر، بدليل الفضائح التي تسردها الصحافة في كل يوم عما يحدث في تربص أشبال المدرب ألان ميشال في فيسوا البولونية، كانت آخرها فضيحة مبلغ ال9 آلاف أورو الذي كاد أن يوقف تربص المولودية بعد خروج صاحب الفندق عن صمته• بتروني ومن طريقة كلامه فهمنا بأن المولودية في كارثة ولا أحد يدري، سوى أن هؤلاء، من يدعون أنهم قدموا لخدمة المولودية، يتمتعون بما تسديه ''البقرة الحلوب'' لأنهم ببساطة مستعدون لفعل أي شيء مقابل مصالحهم الشخصية• عمروس هو الرئيس قانونيا ••• ولكن في المولودية كل شيء ممكن! اعتبر بتروني أن ما يحدث من تضارب حول قيادة سفينة المولودية مجرد انشغال بالمصالح الشخصية، وأعرب بأنه لا أحد يعي كيف سينتهي هذا المسلسل الدرامي، في وقت أن الكل مطالب بمتابعة تحضيرات الفريق، التي تبدو أنها شبيهة بما سبقها من تربصات فاشلة في الأعوام الماضية، كما يعتبر عمروس الرئيس القانوني للعميد، وانتخابه بطريقة قانونية يمنحه الحصانة ليبقى على رأس الفريق، إلا أن بتروني كشف بأن كل شيء ممكن في بيت العميد، لذلك فإن انتفاضة المعارضة ومطالبتها بتنيحية عمروس وتنصيب الرئيس زدك على رأس الإدارة أمر محتمل، لأنه في السابق حدثت أشياء مماثلة، أذهلت الكثير من محبي وعشاق هذا الفريق الجريح• وفي سياق آخر، فضل بتروني عدم التوسع في الحديث عما يعيشه أول فريق محلي أسس في ,1921 مشيرا إلى أنه خارج معقل المولودية، بعد تنحيته وآخرين من جيله من المكتب في الجمعية العامة التي أقيمت في بداية الموسم الماضي، لذلك تكلم محدثنا بشكل سطحي، معربا في نفس الوقت أن المولودية فقدت أبناءها وها هي تتحسر على الأيام التي آلت إليها، لأن الغرباء دخلوا بيت العميد واختلطت أمور المولودية، فالكل يدخل بنية الطمع، فأموال السوناطراك أصبحت هي التفكير الأول لهؤلاء، والكل يسعى وراء ''الشكارة''• لا أفهم ماذا حدث في تربص بولونيا أبدى محدثنا تخوفا كبيرا على مستقبل فريقه السابق، الذي يجري تربصه ببولونيا، لأن المباريات الودية التي اختارها الطاقم الفني لن تكشف مدى نجاح أو فشل المعسكر، فمواجهة إحدى الفرق المغمورة والفوز عليها بتسعة أهداف كاملة لا يعد مقياسا للحديث عن الوجه الواعد الذي ستظهر به تشكيلة ألان ميشال في غمار مباريات الموسم الجديد• وأوضح بتروني بأن الوقوف على قدرات لاعبي المولودية لا يأتي سوى باختباره مع أندية من القسم الأول أو الثاني في بولونيا، قبل الحكم النهائي عن التربص