تعتبر مدينة البليدة، الواقعة غرب العاصمة، إحدى أهم المدن الجزائرية شهرة، نسبة إلى الثقافة التي كانت تزخر بها، بدءا بالأندلسية والتركية والممثلة أساسا في صناعة العطور وزراعة الزهور، ما جعلها تلقب في بدايات القرن ال 17 ميلادي بعاصمة الورود• ضف إلى ذلك، فإن البليدة مدينة عريقة عراقة الحضارات التي عمرت بها ولاتزال تسميات شوارعها وأزقتها شاهدة على ذلك كباب السبت وباب الرحبة وباب الاثنين •••الخ• كما أهلها موقعها الاستراتيجي لأن تكون بوابة الغرب الجزائري من وإلى العاصمة والعديد من الولايات المجاورة كتيبازة والمدية• ولم يعد لولاية البليدة طابع ثقافي حضاري كما كان عليه سابقا، حسب تصريحات العديد من سكانها القدامى، بل أضحت تجارية محضة وفي الكثير من الأحيان فوضوية، وهو ماوقفت عليه ''قافلة الفجر'' التي قضت يوم أمس متنقلة بشوارعها وأسواقها التي كانت مكتظة عن آخرها لاسيما وأن الوقت تزامن مع الدخول المدرسي وتحضيرات شهر رمضان المعظم الذي صاحبه ارتفاع فاحش وجنوني في أسعار السلع والمواد الاستهلاكية وهو ما ندد به الكثير من المتسوقين في تصريحاتهم ل ''الفجر '' في سوق ''كرفال''• وفي هذا الصدد، قالت إحدى السيدات إن نكهة رمضان في موسمه المقبل فقدت الكثير من خصوصياتها لأسباب مادية محضة، لكن نسعى للتوفيق بين رمضان والدخول الإجتماعي• حضارة البليدة في طريقها إلى الزوال بحثنا في البليدة، كما تشهر لها روايتها الأدبية والفنية، عن مميزاتها الحضارية التقليدية ونقصد بها صناعة العطور، الفرفاني وآلات الموسيقى والحمامات التركية، لكن لا أثر لذلك باستثناء محل صغير لصناعة العطور بوسط المدينة كان مغلقا لصاحبه عمي عبد الكريم القليعي، سألنا بكره يونس عن أسباب غلقه، فقال ''لم تعد صناعة العطور لها مكانة في الجزائر للعديد من الأسباب منها ارتفاع أسعار المواد الأولية من ورود وأزهار ومستحضرات كيماوية تدخل في صناعتها، ضف الى ذلك غزو العطور المستوردة والمقلدة''• ومن الصور القليلة التي لاتزال تصون بعض الشيء الذاكرة التاريخية للبليدة، أشجار البرتقال بوسط المدينة والتي يعود تاريخها إلى زمن الاستعمار الفرنسي، بالإضافة إلى بعض المرطبات البوفاريكية كالشربات والزلابية التي تنتشر متاجرها كالفطريات إيذانا بقدوم شهر رمضان• حتى العمران التاريخي لعاصمة الورود هو الآخر بدأ يتلاشى وسط أكوام الأوساخ ونسيج عمراني غير منتظم• رشيد حمادو المحطة المركزية للحافلات ''كارفور'' لالتقاء عمالة الأطفال عمر، موسى، طارق، نبيل، حسين، أحمد وغيرهم أكبرهم لا تتعدى سنه 12 ربيعا، لا يعرفون من الطفولة والبراءة سوى الإسم، ينحدرون من قرى ومداشر محاذية لعاصمة ولاية البليدة واحمر العين، الناظور، قصر البخاري، سيدي عيسى••• دفعتهم الظروف إلى تأجيل عطلتهم الصيفية لموعد غير محدد والدخول في عالم الشغل مبكرا علهم يجمعون بعض الدنانير لمواجهة تحديات الحياة بمرها أكثر من حلوها• فلم يجدوا مكانا سوى المحطة المركزية للحافلات بولاية البليدة، فهذا يبيع الجرائد وآخر السجائر فيما يمتهن حسين صاحب 8 سنوات بيع المياه المعدنية وسط حرارة الشمس اللافحة• يقول حسين عن أسباب لجوئه إلى العمل ''أبي عمله غير قار، يعمل يوما ويتوقف أسبوعا، ما أدخل عائلته الصغيرة المتكونة من 8 أفراد في مشاكل ومتاهات عائلية تعكر في الكثير من الأحيان صفوها'' • وعن قيمة ما يجنيه هؤلاء البراعم، حسب تصريحاتهم ل''الفجر'' مبلغا زهيدا يتراوح ما بين 300 و400 دينار، فيما قال آخر رفض الكشف عن هويته أنه يلجأ أحيانا الى التسول في غياب فرصة عمل وسط طريق محفوف بالمخاطر• فهل تلتفت السلطات الوصية إلى حماية الطفولة لوضع حد لمثل هذه الظواهر الاجتماعية؟ رشيد•ح الاتحاد الولائي للناقلين النقل بالبليدة يعيش مرحلة انتقالية بعد عملية تطهير واسعة• أما بخصوص الأوساخ التي تغزو محطة الحافلات فمصدرها التجار غير الشرعيين، حسب تصريح وشفوت سدعلي، رئيس المكتب الولائي للاتحاد الولائي للناقلين• ر•ح البليديون في حملة تبرع بالدم لايزال المجتمع الجزائري بخير، يضرب به المثل في الكرم والجود والتضامن الاجتماعي، وهو ما وقفت عليه ''قافلة الفجر'' في إطار سلسلة حملة التبرع بالدم التي تشرف عليها مديرية الصحة بالولاية تحسبا لمساعدة محتاجيها في شهر رمضان الكريم لاسيما المصابين بفقر الدم الوراثي• وتستمر هذه المبادرة حسب ما أدلت به السيدة نمرود، تقنية ضمن الطاقم الطبي للمبادرة الى غاية نهاية شهر رمضان بمعدل 3 أيام في الأسبوع • ويبقى إقبال المتبرعين متوسطا وإن كان له ما يبرره حسب الطاقم الطبي منها التعب والإرهاق الذي يصيب غالبية المواطنين في فترة الصيف لخصوصياته• لكن تبقى فئة الطلبة الأكثر إقبالا على عملية التبرع وهو ما رصدته قافلة ''الفجر''• رشيد•ح التجار الفوضويون بالبليدة ''سئمنا الوعود الكاذبة ونطالب بمناصب شغل'' أفاد بعض التجار الفوضويين الذين صادفتهم ''قافلة الفجر'' بعاصمة الورود، البليدة، أن غياب مناصب الشغل واستمرار سياسة الوعود الكاذبة عشية كل موعد انتخابي وراء ارتفاع ظاهرة التجارة الفوضوية بالمنطقة• وفي هذا الصدد قال حمدون محمد ''أبلغ من العمر 28 سنة، وأنا أبحث عن عمل قار منذ 5 سنوات'' معتبرا أن وضعه في زاويته هذه يندى له الجبين ''الغرامات والحجز يلاحقنا'' شكاوى ضد تجار المحلات والطاولات التي تشرف على توزيعها بلديات البليدة شابها الكثير من الغموض• وهي نفس التبريرات التي قدمها زميله كريم سفيان، 25 سنة• ر•ح زوار القافلة شرشور عبد الغني (معاق) أنتظر دوري في الاستفادة من منحة المعاقين منذ 8 سنوات من مديرية الشؤون الاجتماعية للعاصمة• المسؤولون وعدوني بدراجة نارية خاصة بفئة المعاقين، لكن يبقى مجرد حبر على ورق، شأنهم في ذلك شأن ملف دكاني الخاص بفئة المعاقين ببلدية بئر توتة• أرجو منكم نشر معاناتي عبر صفحات جريدة ''الفجر'' المحترمة• سعيدية، 62 سنة - بوفاريك لا أعرف عن الصحافة سوى أنها تنقل سلبيات التسيير وشكاوى المواطنين، لذلك فأنا استغل وجود صحفي ''الفجر'' لأطلب من بلدية بوفاريك التدخل العاجل لوقف ما يحدق بشارع المسجد• فكيف يعقل أن لا نجد مكانا نركن فيه سياراتنا أمام شرفاتنا، فالمساحات الموجودة حولت الى ملكيات خاصة وسيجت قابله سكوت تام من طرف السلطات المعنية• توفيق (شرطي) ما يحزنني أن الصحافة الوطنية خاصة التي تسمى بالمستقلة لا تتناول كل الوقائع بدقة وذلك من خلال تجاربي وتعاملي معها في الميدان، لكن أؤكد لك أن ''الفجر'' وبعض العناوين المحترمة لها قراء محترمون• ر•ح تحية خاصة إلى أمن البليدة نحن أعضاء قافلة الفجر نتقدم بالشكر الجزيل لمديرية أمن ولاية البليدة على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة والخدمة التي قدمتها لنا، وهي خصال معروفة في جهاز الشرطة بالجزائر• تحية تقدير واحترام لرجال البذلة الزرقاء•