عند تجوالك بشوارع مدينة باتنة تلاحظ خروج عدد معتبر من الفئات من مختلف الأعمار لاقتناء حاجيات ومستلزمات المطبخ، تحضيرا لاستقبال الشهر المبارك الذي تفصلنا عنه أيام معدودات فقط• ورغم الظروف الجوية القاسية فإنها لم تشكل عائقا لدى هؤلاء، خاصة النساء اللواتي يصلن ويجلن بعدة شوارع وخاصة الرحبة• أولى المحطات لاقتناء الفريك ورأس الحانوت تتوجه النساء هذه الأيام وعلى مدار الأسبوع إلى السوق القديم المغطى المسمى الرحبة المعروفة لدى سكان الأوراس منذ سنوات، كونها مقصدا لكل الأشخاص• السوق تعرض خاصة مستلزمات ''القِدر'' كالبهارات والفريك وراس•• الحانوت، حيث تحرص النسوة على اقتناء كل المواد الخاصة بتحضير خلطة هذا الأخير على حدة وطحنها وخلطها كل واحدة على طريقتها الخاصة• وأخريات يفضلن شراءها جاهزة من أصحاب الطاولات بالرحبة ناهيك عن اختيار أنواع من المواد الاستهلاكية كالزبيب و''عين البقرة'' والرند والكركم وعدة مواد أخرى ضرورية لعدة أطباق خاصة الفريك الذي يعد ضروريا و أساسيا لطبق الشربة• إقبال كبير على الأواني الفخارية ترغب كل أوراسية من خلال الشهر الكريم في إظهار مطبخها بحلة جديدة كل عام، لذا فهي تشتري أطباقا وأكوابا جديدة وأواني عصرية وحتى فخارية تساعدها في إعداد أشهى الأطباق وأحلاها، حيث تقول فوزية بأنها قبل رمضان تتسوق يوميا وتحرص على اقتناء أواني جديدة، فهي تجد ضالتها في التجوال بالأزقة ال 84 بالرغم من الحرارة الشديدة، خاصة أنها تريد أن تفاجئ زوجها بأوانيها الجديدة وأطباقها المتنوعة• كتب الطبخ والحلويات مطلوبة بكثرة لا تخلو أيضا المكتبات الخاصة هذه الأيام من النساء اللواتي يعمدن إلى اقتناء كتب تونسية ومغربية وحتى جزائرية جديدة نزلت الأسواق بغرض أخذ بعض الوصفات السحرية والمتنوعة وتعلمها لطبخها في رمضان، حيث تشهد هذه المحلات إقبالا كبيرا وهي بدورها قامت برفع الأسعار الخاصة بكتب الطبخ والحلويات العصرية التي وصل سعر الواحد منها 800 دج• أثناء تنقّلنا بين شوارع مدينة باتنة لاحظنا إقبالا كبيرا من السيدات على اقتناء مختلف المستلزمات وقد صادفنا سيدة لم نتردّد بسؤالها فأجابت أنها بدأت بترقيع مطبخها استعدادا للشهر الفضيل، حيث أخذت تختار ديكورا جديدا باقتنائها ساعة مطبخية جديدة وعلب البهارات التي اقتنتها بلون موحد وعدد من السكاكين وتقول ''غيرت قليلا في مطبخي وفتحت نافذة للتهوية بقيت فقط عملية وضع المقتنيات الجديدة فأنا أغير الديكور كل عام وهو الشيء الذي يفرحني ويبعث في قلبي الراحة وحب الطبخ والتفنن فيه والتنويع في الأطباق لأقدمها لأبنائي'' وتضيف ''أنا أستمتع بتوسيع مطبخي وإضافة أشياء جديدة عليه، ورغم الحرارة إلا أنها لم تعقن في الخروج واقتناء مستلزمات مطبخي الجديد، بالرغم أيضا من ارتفاع الأسعار نوعا ما'' وفي الأخير تمنت السيدة فضيلة رمضان كريم للجزائرين كافة ودعت إلى التصدق وتجنب التبذير•