كشف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رفض باريس لسعي ما يسمى ''القاعدة في المغرب الإسلامي'' إلى التموقع في دول الساحل، معتبرا ''هذه الجغرافيا الواسعة بابا من أبواب فرنسا''، وبذلك يكون ممثل الاليزيه رد على تهديدات القاعدة المتعلقة بقضية ''البرقع''، في حين رهن من جهة أخرى عقد قمة الاتحاد من أجل المتوسط المقبلة، بوقف الاستيطان الإسرائيلي، واضعا بذلك مسارا واضحا للاتحاد المتوسطي المتعطل منذ العدوان على غزة• ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ساركوزي في خطاب له أمام مؤتمر السفراء في الإليزيه، أول أمس، تشديده على تصميم فرنسا على عدم السماح لما يسمى ''تنظيم القاعدة'' ب''إقامة معقل له'' في الدول الإفريقية، وقال ''سنعلن التعبئة لدعم إفريقيا في مواجهة التهديد المتنامي للقاعدة سواء في الساحل أو الصومال''• وأضاف ''أن ما حصل في الأشهر الأخيرة وخصوصا في مالي والنيجر وموريتانيا يشكل إشارة واضحة، واضحة جدا• فرنسا لن تسمح للقاعدة بإقامة معقل لها على أبوابنا في إفريقيا• وهنا أيضا، ينبغي أن تصل الرسالة''• ويتحدى ساركوزي الرقم الثاني في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، الذي هدد بضرب فرنسا، بعد تصريحات ساركوزي الناقدة للبرقع وموقفه من الحجاب، ليتبنى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أياما بعدها، الاعتداء الانتحاري ضد السفارة الفرنسية في نواقشوط، والذي أدى إلى جرح دركيين فرنسيين مكلفين بحماية السفارة• ووعد من خلال خطابه بإعادة التفاوض حول اتفاقيات الدفاع التي تربط فرنسا بالدول الإفريقية في نهاية 2009، وخاصة المستعمرات السابقة والمنتمية للمنظمة الفرانكوفونية، مؤكداً رغبته في تجديد عميق للعلاقات بين باريس والقارة الإفريقية• وقال ''إن التفاوض سيعاد بالاتفاقيات الدفاعية التي تربط فرنسا بثماني دول إفريقية في نهاية 2009 في إطار جديد كلياً''• وأضاف ''إن فرنسا باتت تقوم بدورها أولا كداعم لإنشاء قوات إفريقية قادرة على أن تضمن أمن قارتها في إطار مبادرة الدفاع الخاصة بالاتحاد الإفريقي''• وكان لمسار الاتحاد المتوسطي موقع هام ضمن اهتمامات باريس الدولية، مثل الأزمة المالية العالمية، تفعيل دور الاتحاد الأوروبي، ترقية علاقة الأتحاد الأوروبي بروسيا، والملف الإيراني، حيث ربط المسار بتطورات الوضع في قضية الشرق الأوسط، على خلفية مواقف الدول العربية المعنية بعد العدوان على غزة، وقال ''إذا تعهدت إسرائيل بتجميد محدد وتام للاستيطان وباستئناف المفاوضات، فإن فرنسا مع مصر وبالاتفاق مع الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي، وبالتشاور مع الولاياتالمتحدة، ستقترح على كل الدول الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط، أن تعقد هذا الخريف قمة ثانية، تواكب استئناف مفاوضات السلام''. وأضاف الرئيس الفرنسي قائلا، ''آمل أن يؤدي اللقاء الذي يعقد اليوم ''الأربعاء'' بين رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو وموفد رئيس الولاياتالمتحدة جورج ميتشل، إلى تجميد محدد وتام للاستيطان وإلى إحياء المفاوضات''• وشهد الاتحاد المتوسطي جمودا في شقه السياسي، بعد أول قمة له في 2008 بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة، مما جعل الجزائر وليبيا، وباقي دول الضفة الجنوبية تتحفظ على السير في المشروع•