أعلن قصر الإليزي أمس أن الرئيس نيكولا ساركوزي سيجري محادثات ثنائية مع الرئيس بوتفليقة على هامش قمة مجموعة الثمانية الكبار التي ستنعقد غدا في اليابان، ومن دون تحديد موضوع اللقاء أوضحت الرئاسة الفرنسية أن ساركوزي سيجري محادثات عصر الاثنين مع الرئيس بوتفليقة بعدما عجز رئيس الحكومة الفرنسي فرانسوا فيون ومن قبله وزير الخارجية بيرنار كوشنير في إقناع رئيس الجمهورية بالمشاركة في قمة باريس المنتظرة بعد أسبوع. قالت رئاسة الجمهورية الفرنسية في بيان مقتضب نشرته على موقع الإليزي إن الرئيس نيكولا ساركوزي سيجري محادثات ثنائية مع رؤساء الجزائر وروسيا والصين خلال قمة مجموعة الثماني التي ستعقد من يوم غد وإلى غاية الأربعاء المقبل في اليابان، وقبل أسبوعين فقط عن موعد قمة باريس المنتظر الإعلان فيها عن تفاصيل مشروع الاتحاد من أجل المتوسط، ذكرت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس بوتفليقة سيكون أول من سيلتقيهم مباشرة بعد جلسة افتتاح أشغال قمة الثماني غدا. وفي هذا الشأن اكتفى بيان الإليزي بالإعلان عن المحادثات الثنائية دون الخوض في الملفات التي ستحظى بالنقاش بين نيكولا ساركوزي وعبد بوتفليقة الذي لا يزال يرفض إعلان موقفه من المشاركة في قمة باريس المقرر عقدها في 13 جويلية الجارين وقد جاء الإعلان عن هذا اللقاء بعد أيام فقط من نشر جريدة "لوباريزيان" الفرنسية مقالا مطولا تحت عنوان "الإليزي يكثف المساعي حول مشروعه" أكدت فيها أن باريس ما تزال متفائلة بخصوص احتمال حضور بوتفليقة لقاء باريس، في وقت تبقى الشكوك تحيط بمشاركة عدد من الدول العربية، حيث تخشى باريس غياب قادة بعض هذه الدول ومن بينها الجزائر وليبيا عن هذا الاجتماع، وهو ما قد يضعف من مصداقية الاتحاد وساركوزي. وجاء إعلان قصر الإليزي أيضا بعد أسابيع قليلة فقط من زيارة برئيس الحكومة الفرنسي فرانسوا فيون إلى الجزائر واللقاء الذي خصه به رئيس الجمهورية والذي استغرق ساعتين وعشرين دقيقة، دون أن يسفر عن إقناع الرئيس بوتفليقة بحضور قمة باريس، حيث رفض تحديد موقف حول مشاركته حين قال في رد مقتضب على سؤال بهذا الخصوص "كل شيء في حينه" عكس من خلاله تمسك الجزائر بموقفها المتحفظ، ورغبتها في أن يبقى الباب مفتوحا أمام احتمال رفض الالتحاق به إذا ما قدرت أن أهدافه غير مقنعة. وتظهر مساعي باريس المتواصلة وزياراتها المكوكية ما بين الإليزي وقصر المرادية أن الجزائر لم تتلق لحد الآن التوضيحات الكافية على التساؤلات التي طرحتها في اللقاء الذي احتضنته يوم 6 جوان الفارط والمتعلقة بفحوى هذا المشروع، وكذا السؤال الجوهري المتعلق بدور ووضعية إسرائيل في الاتحاد المتوسطي، في وقت سبق وأن دافع وزير الاتصال في لقائه الأسبوعي مع الصحافة مطلع جوان الفارط عقب انعقاد مجلس الحكومة عن مطلب الجزائر قائلا أنه "من حق الجزائر أن تطرح أسئلة بكل أبعادها السياسية والاقتصادية خاصة ما تعلق بتمويل المشاريع ضمن هذا المشروع المتوسطي". وبالتزامن مع كل هذه التطورات لم تتضح بعد من سيكون ممثل الجزائر في اللقاء المتوسطي الذي سيحضره، حسب ما أكده ألان لوروا السفير الفرنسي المكلف بمشروع الاتحاد من أجل المتوسط، حوالي 44 رئيس دولة وحكومة أوروبية وعربية، خاصة وأن عبد العزيز بلخادم وفي حوار أجراه مع صحيفة "لوموند" الفرنسية قبل أسبوعين بصفته رئيسا للحكومة قال"لا استبعد أن الرئيس بوتفليقة سيأتي إلى باريس للمشاركة في القمة"، مضيفا في رده على سؤال حول ما إذا كان ينفي "شائعات" بأن الرئيس بوتفليقة لن يحضر القمة أن "الرئيس بوتفليقة اعتاد على المشاركة عندما يتعين على الجزائر أن تكون ممثلة على أعلى مستوى".