عملية سحب الأموال ومدخرات العائلات الجزائرية تتصادف للسنة الثالثة على التوالي مع حلول رمضان وعيد الفطر والدخول المدرسي، وهي المناسبات التي تستنزف آخر دنانير المواطنين• ''الفجر'' تنقلت إلى إحدى وكالات الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط حيث وقفنا على سير عمليات السحب، حيث تحدثنا إلى أمين الصندوق الذي صرح لنا أنه قبيل حلول رمضان شهدت الوكالة توافد عدد كبير من المواطنين لسحب مبالغهم المالية سواء من رواتبهم أو مدخراتهم، خصوصا مع نهاية الأسبوع الذي تصل فيه عمليات السحب إلى 85 عملية يوميا• ويضيف المتحدث أن الوكالة تشهد هذا العام إقبالا كبيرا بسبب الدخول المدرسي، وحلول شهر رمضان المعظم مع العلم أنه يتناوب ثلاثة أعوان ليتقاسموا ضغط العمل• وأشار أمين الصندوق إلى أن أغلب من يقصدون الصندوق من المغتربين الذين يفضلون العودة إلى أرض الوطن لقضاء شهر رمضان مع الأهل والأقارب، ''وهنا نشهد توافدا كبيرا من طرف هذه الشريحة على صناديق التوفير والاحتياط ما يسبب ضغطا كبيرا في العمل''• ويضيف ذات المتحدث أنهم لا يسلمون من الملاسنات والشجارات التي تحدث يوميا خصوصا إذا نفد المال الذي بحوزتهم والموجود على مستوى الوكالة، وهذا راجع لكثرة عمليات السحب بدلا من الإيداع أو الادخار• ويضيف المتحدث أن نفاد المال من الخزينة بشكل سريع خلال هذه الفترة يزيد من استياء المواطن وغضبه لأنه يضطر للعودة في اليوم الموالي، ''وهو ما يصعّب علينا إقناع المواطنين بفكرة نفاد المال خاصة في هذه الفترة التي تتزامن مع الدخول المدرسي وحلول شهر رمضان، وعيد الفطر''• وأشار أمين الصندوق إلى أن الطوابير أصبحت الديكور اليومي الذي يزين مراكز البريد والبنوك، وبالأخص الضغط الممارس على هؤلاء الموظفين، فالكل يريد الحصول على المبلغ في اللحظة التي يطلبه فيها وهو ما يصيب العاملين بالاضطراب والتوتر، ويمنع عنهم التركيز في أداء واجباتهم•