شهر الرعب من سوء حظ الغلابى والزوالية من الجزائريين، أنهم سيدفعون هذا العام فاتورة باهظة لمواجهة ثلاث مناسبات لا مفر منها: رمضان، الدخول المدرسي، وبعدهما عيد الفطر.. ثلاثي يستدعي ميزانية خاصة والمزيد من المصاريف والمتاعب و"الأزمات" المالية. * بعد حوالي 12 يوما من إستقبال شهر الصيام والقيام، ستواجه العائلات الجزائرية -خاصة المتوسطة الدخل والمعوزة منها- الدخول المدرسي، وبعده بأقل من 17 يوما ستجد نفسها أمام عيد الفطر، أي، خلال شهر فقط، سيصرف الجزائريون خاصة الأجراء منهم راتب أوت أو سبتمر، على ثلاثة "ضيوف" يستدعي كل منهم أجرة مضاعفة حتى لا يقال منحة إستثنائية أو ميزانية تكميلية من أجل تفادي ضائقة مالية محتملة وتصبح في مثل هذه الحالات الطارئة قضاء وقدر وحتما مقضيا. * وحسب ما هو متوفر من معطيات، فإن الأسر الجزائرية، ستكون مضطرة هذه السنة إلى الإستنجاد بما توفر من مخزون مالي موجود بالحساب الجاري أو الرصيد البنكي أو صندوق التوفير والإحتياط، وهذا طبعا بالنسبة "للمحظوظين"، أما البقية من ضعفاء ومتوسطي الدخل، فإنهم سيكونون أمام خيارين لا ثالث لهما، وأحلاهما مر، فإما الإستدانة وبالتالي مواجهة هذه المناسبات الثلاث ب "الكريدي" والتسديد عن طريق التقسيط، وإما الإكتفاء بالدنانير المتوفرة، وذلك أضعف الإيمان!. * ويسجل مراقبون، أنه مع إلتهاب أسعار المواد الغذائية الضرورية والواسعة الإستهلاك، فإن "معركة القفة" ستكون متعبة، وهو ما يجعل الإصطدام بمصاريف الدخول المدرسي والجامعي بمثابة الضربة الموجعة، في إنتظار الضربة القاضية التي سيتلقاها الجزائريون عند حلول عيد الفطر وما يقتضيه من غلاف مالي خاص. * ورغم الإجراءات التي تبنتها الحكومة في مجال دعم القدرة الشرائية للمواطنين، مثل "قفة رمضان" و"منحة التمدرس"، وتخصيص ميزانية هامة لدعم المواد الغذائية، فإن متابعين يتوقعون دخولا إجتماعيا صعبا ومرهقا بالنسبة للأغلبية المسحوقة من الجزائريين، بما سيخلط حساباتهم في توزيع دنانير الراتب الشهري لسدّ ثغرات الحياة اليومية، وعليه يتوقع خبراء في المجال الإقتصادي، تسجيل عجز مالي لدى أغلب الأسر الجزائرية خلال هذا الشهر، وستمتد ذبذباته إلى غاية الأشهر الموالية، تبعا لما ستفرضه "الديون" المترتبة عن "محاربة" مصاريف رمضان والمدرسة والعيد. * وعمليا فإن المصاريف الإستعجالية والإستثنائية الخاصة بإستقبال ثلاثي الصيام والتعلم والعيد (خلال شهر واحد تقريبا)، ستضاف بالنسبة لملايين الجزائريين، إلى القسط الإجباري وربما الأقساط، التي يدفعها آليا الأجراء والموظفون، لفائدة البنوك في سياق تسديد قروض السيارة والسكن وكذا إقتناء مختلف لوازم البيت، الضرورية منها والكمالية، بما سيجعل بالفعل سبتمبر أطول وأصعب وأخطر شهر، بعد ما كان يوصف بأنه "شهر الملوك"، فإنه سينغص هذه السنة النوم على ذوي الدخل الضعيف والمتوسط وأصحاب شعار "الزلط والتفرعين"!.