رمضان مرتبط بالبركة والخيرات إلا أن العائلات الجزائرية بالجنوب تعيش أطول شهر هذا العام، ونحن نودع شهر رمضان، تتأهب العائلات لمواجهة تكاليف الدخول المدرسي، لتجد نفسها بعد أيام أمام عيد الفطر، أي خلال شهر سيصرف الجزائريون أجرة واحدة على ثلاث ضيوف، وكل ضيف يستدعي تكاليف مضاعفة· ولدى حديثنا إلى بعض العائلات بالجنوب عن مدى استعدادهم لهذا الدخول المدرسي، قال سفيان وهو أب ل 12 ولدا إنه يجد نفسه مكبلا أمام هذا الدخول المدرسي ووصفه بالاستثنائي، حيث يتزامن مع شهر الصيام· محمد دفعته مثل هذه الظروف لتوقيف ابنيه عن الدراسة، بعد أن وقف عاجزا أمام تكاليف احتياجاتهم المدرسية، بحكم أنه يتقاضى 3000 دج· يقول كريم ذو12 ربيعا، إنه لن يكون من بين التلاميذ الذين سيزاولون الدراسة هذا العام، فالفقر والاحتياج أجبراه على اللجوء إلى الحياة العملية لمساعدة عائلته التي تعيش على وقع الفقر· شريحة أخرى تلجأ إلى بيع بعض ممتلكاتها الخاصة لمواجهة مناسبة الدخول المدرسي، عويشة والزهرة··· وغيرهن من اللواتي اللائي اضطرت إلى بيع ما يملكن من الذهب لضمان توفير كسوة وأدوات أبائهن، فالراتب الشهري للزوج لا يكفي لتغطية حاجيات الأسرة من مأكل وملبس· حيث تعرف محلات بيع المجوهرات، هذه الأيام، ازدحاما كبيرا من قبل العائلات التي تلجأ لعرض مجوهراتها للبيع· فاطمة من اللواتي شاهدناه تبيع ذهبها في إحدى المحلات، اقتربنا منها وسألناها عن سبب بيعها مجوهراتها الخاصة، قالت والحسرة بادية على ملامح وجهها '' المهم أولادي يقراو وما يبقاوش برة''، أما فضيلة قالت لو كنت قادرة على توفير مصاريف الدخول المدرسي ما جئت إلى هذا المكان· أما الغالبية الساحقة من العائلات تجد نفسها أمام خيارين لا ثالث لهما، وأحلاهما مر، فإما الاستدانة ومواجهة هذا الدخول المدرسي ب''الكريدي'' والتسديد عن طريق التقسيط، هذه الظاهرة التي أصبحت أمرا عاديا لدى غالبية المجتمع الجزائري·