كما كان منتظرا·· لم يعتذر وزير الداخلية بريس هورتفو عن جملته المتفوهة في لقاء حزبه الصيفي يوم الخامس سبتمبر الماضي بمدينة سينيوس بمقاطعة اللاند، وهي الجملة التي اعتبرها عزوز بقاق الجزائري الذي ذاق طعم عنصريته ''دليلا جديدا على عنصرية الوزير المقرب من الرئيس ساركوزي''، على حد تعبيره ل''الفجر'' في اتصال هاتفي من برلين، حيث يحضر معرضا للكتاب· الوزير الذي ظهر متأثرا ومسالما كالخروف الوديع بشكل يتنافى مع محياه البارد وقبضة يده الحديدية حينما يتعلق الأمر بالمهاجرين، شدّ العصا من الوسط بمهارة السياسي وتأسف عن كلامه الذي مس مشاعر العرب والمسلمين، بمن فيهم بعض الحاضرين، وقصد مسؤولي وأعضاء المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الذين استقبلوه مساء قبل أمس في إفطار رمضاني حضرته محاميته فضيلة عمارة الوزيرة المكلفة بالمدن، والمنتمية جهويا إلى منطقة الأوفرنيا مثل الوزير المتهم بالعنصرية حتى إشعار جديد· ويجدر الذكر أن محمد موساوي المغربي، الذي يترأس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، قد كان من بين المستقبلين إلى جانب عبد الله زكري ممثل مسجد باريس في الإفطار، وسبق أن صرح قبل اليوم بأن المجلس لا يعلق على الحادثة في انتظار شروحات أوفى من الوزير الأشقر· الكاميرات لم تسلط الأضواء على صديق ساركوزي فحسب وأعطت الفرصة مجددا لفضيلة، البربرية الجزائرية الأصل، للدفاع عن بريس الذي دعا في وقت سابق على حد تعبيرها إلى ''معاقبة كل شرطي لا يحترم المهاجرين أو سمر الوجوه وكحول الرأس تحديدا''، وبذلك تكون المحامية فندت من جديد عنصريته المفترضة ضد العرب والمسلمين والمهاجرين العلمانيين المنخرطين في جمعيات حقوق الإنسان كمولود أونيت الجزائري الأصل هو الآخر، بعد أن قالت في مناسبة سابقة إنه معروف بروح الدعابة وكثيرا ما نتبادل التعاليق عن أهل منطقة الأوفرنيا التي ننتمي لها· وحسب فضيلة فإن ما حدث في مخيم حزبها الصيفي لا يخرج عن هذا النطاق·