أصدر تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال بيانا، أمس، يعدد فيه العمليات الإرهابية التي نفذتها عناصره المسلحة ضد المواطنين، في محاولة منه للظهور أمام المتعاطفين معه في الخارج على أنه ينشط بقوة، ولم يتأثر بموجة استسلامات عناصره للاستفادة من المصالحة، والفشل الذريع للذين رفضوا ترك السلاح في مجابهة ضربات الأجهزة الأمنية· وقال التنظيم إنه قام ب31 اعتداء في مناطق محدودة، أغلبها على مستوى ولايات بومرداس وتيزي وزو والبويرة، وأنه أصاب 88 مواطنا من الأبرياء والعزل بعد أن وصفهم بالخونة والمرتدين، نافيا استسلام عناصره أو مقتلهم· وأشار تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي إلى النقص الفادح في المؤونة والأموال والعناصر، بقوله ''نحن في أمس الحاجة إلى الدعم بالأموال والأنفس''، طالبا في بيانه، من المواطنين وخاصة الشباب، إنقاذ التنظيم من خلال الالتحاق بالعمل الإرهابي، متناسيا أن الشباب الجزائري لم يعد يسمح بالتلاعب به باسم الدين والوطن· واعتبر مراقبون أن مضمون بيان ما يسميه تنظيم دروكدال ''التقرير الإخباري رقم 23 ''، المعنون ب''ويتواصل نزيف المرتدين''، ينم عن معاناة كبيرة تعرفها عناصر الجماعة السلفية على جميع المستويات، من غياب في الأموال والمؤونة والسلاح والتجنيد، وذلك من خلال دعواته المتكررة، عبر البيان، وطبيعة العمليات الإرهابية التي ذكرها· هذه الأخيرة والتي جاءت في شكل هجمات تفجيرية غادرة وقليلة، تعبر عن قلة عدد العناصر الإرهابية التي لازالت تنشط، وغياب الأسلحة وفقدان الثقة والشجاعة في المواجهة، بالإضافة إلى ملاحظة أن أغلبها وقع في أماكن محدودة ومناطق معزولة· وأشار المراقبون إلى تزامن إصدار البيان مع الحديث عن استسلام قيادي إمارة الصحراء مختار بلمختار وآخرين، في محاولة للتأثير عن العناصر المسلحة التي تبدي نية للاستفادة من إجراءات المصالحة والحيلولة دون اتخاذها لمثل هذه الخطوات، ونفي كل الأخبار التي تتحدث عن استسلام العناصر القيادية، أو وجود نزيف داخلي، أو تراجع في تحركه ونشاطه·