كشفت آخر الدراسات التي قامت بها مجموعة ''بفايزر'' الدولية حول منطقة المغرب العربي، والمنظمة العالمية للصحة عن تفاقم ظاهرة استهلاك التبغ والأمراض التي تسببها وارتفاع نسبة الوفيات التي بلغت أكثر من 15 ألف جزائري سنويا· وتؤكد التقارير الصادرة عن المخبر الدولي والمنظمة العالمية للصحة أن عدد المدخنين في العالم تجاوز 15 مليار شخص وأن 5 ملايين شخص يموتون جراء الإصابة بعدد من الأمراض، لا سيما السرطان الناتج أساسا من تعاطيهم المستمر للتبغ بأنواعه المختلفة، أي بمعدل 12 ألف شخص يوميا· في نفس السياق، ركزت دراسة المجموعة العالمية ''بفايزر'' على منطقة شمالي إفريقيا، مشيرة، بخصوص الجزائر، إلى أن التبغ أضحى يتسبب في وفاة ما لا يقل عن 15 ألف جزائري سنويا، أغلبهم جراء الإصابة بالسرطان سواء في الرئة أو البلعوم أو غيرهما· وتوضح الدراسات التي أجرتها المنظمة العالمية للصحة أن استهلاك التبغ في الجزائر تجاوز سقف 30 ألف طن، وهو في تزايد مستمر، حيث أن نسبة النمو الخاصة بالاستهلاك بلغت 5 بالمائة سنويا، وقدر متوسط استهلاك الفرد الجزائري من التبغ 1800 سيجارة سنويا للفرد الواحد، استنادا إلى الدراسة التي قامت بالإشراف عليها ''بفايزر'' في منطقة شمالي إفريقيا وتحديدا المغرب العربي· ويتضح من خلال هذه الدراسة المعمقة، التي استندت إلى العديد من الحالات وسلوكات المدخنين، أن هنالك وعي بخطورة الظاهرة، بدليل أن نسبة 61 بالمائة من المستجوبين عبروا عن نيتهم في الإقلاع عن التدخين، بينما اعترفت نسبة 89 بالمائة من المستجوبين أيضا أن التوقف عن التدخين هو الوسيلة الأمثل والأفضل لتحسين حالتهم الصحية· ويبقى التدخين وتعاطي كافة أشكال التبغ آفة حقيقية بعد تسجيل المنظمة العالمية للصحة ارتفاعا كبيرا جدا لمعدلات الوفيات ونسبة المصابين بالسرطان، حيث أشار رئيس الشركة الجزائرية للأمراض الصدرية وسرطان الرئة، الدكتور عامر سلطان، إلى أن 9 حالات من سرطان الرئة من مجموع 10 حالات سببها الإفراط في التدخين والتبغ، وأن سيجارة واحدة تعادل ست دقائق من حياة الإنسان كمعدل بالنسبة للعديد من المدخنين· ويتوقع الخبراء أن يتوفى حوالي 10 ملايين شخص سنويا في غضون 2020 جراء التدخين واستهلاك كافة أنواع التبغ، حسب التقرير الصادر عن المنظمة العالمية للصحة منهم 70 بالمائة من البلدان النامية والفقيرة التي غالبا ما تستهلك تبغا بنسبة نيكوتين أعلى وبنوعية رديئة، موازاة مع غياب الرعاية الصحية أو ضعفها، علما أن الدول النامية والصاعدة تحصي 84 بالمائة من تعداد السكان في العالم الذين يدخنون· وتكمن خطورة الوضع أيضا في انتشار استهلاك كافة أنواع التبغ لدى شرائح الشباب أقل من 12 سنة، حيث يقدر المتوسط في الجزائر لدى الشريحة الخاصة ما بين 8 سنوات و12 سنة، بين 8 و10 بالمائة· ويقوم هؤلاء باستهلاك ما بين سيجارة إلى ست سجائر يوميا، بينما ترتفع النسبة أكثر إلى حدود 15 بالمائة لدى الفئة التي تتراوح أعمارهم ما بين 12 و15 سنة، مما يطرح إشكالا كبيرا خاصة وأن دائرة المدخنين التي كانت تقتصر على الفئات الأكثر حرمانا وفقرا بدأت تتسع تدريجيا·