أدانت أمس، محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة أربعة متهمين من ضمن 14 متورطين في العملية الانتحارية المزدوجة التي استهدفت ثكنة الحرس الجمهورية بالمحمدية، ومقهى مجاور لها في جوان 2008 التي تبناهما تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، بسبع سنوات سجنا نافذا، فيما برأت أحدهم وقضت بإدانة البقية المتواجدين في حالة فرار ب 20 سنة سجنا نافذا• فتحت أمس، محكمة الجنايات لمجلس قضاء العاصمة أولى القضايا المتعلقة بالأعمال الإرهابية المبرمجة خلال الدورة الجنائية الحالية التي انطلقت في 18 أكتوبر الجاري، حيث يتابع في هذه القضية 14 فردا، بينهم السائق الشخصي لأمير كتيبة ''الفتح'' تيطراوي اعمر الذي لقي حتفه في فيفري 2009 على أيدي قوات الأمن، وكذا طالب جامعي في السنة الثانية تخصص إعلام آلي وتسيير، الذي كان عنصرا في الدفاع الذاتي، إضافة إلى متهم آخر ضمن نفس المجموعة كان يعمل بإحدى المؤسسات العسكرية، ومتهمان اثنان محبوسان لحد الآن بالسجون اللبنانية لمشاركتهما في أحداث النهر البارد التي وقعت مؤخرا بنفس البلد، فيما لا زال ينشط باقي أفراد ذات المجموعة بمعاقل الجماعات الإرهابية المسلحة التي تنشط في محور الجزائر العاصمة بومرداس• وينسب للمتهم الرئيسي في قضية الحال ''ب• أمين'' باعتباره أول من تم إلقاء القبض عليه، بأنه كان من المقربين جدا من اعمر تيطراوي أمير كتيبة ''الفتح'' الذي قضت عليه المصالح المختصة في فيفري ,2009 حيث كان سائقه الشخصي، وحصل من عنده على مبالغ مالية معتبرة من بينها 10 مليون سنتيم، تمكن على إثرها من اقتناء سيارة من نوع ''بيجو ,''106 بدل المركبة التي كان يملكها من صنف ''ماروتي'' التي يعمل بها ''كلوندستان''، حيث ساهم حسب ما جرى في جلسة المحاكمة في مد المجموعة بمعلومات وافية حول تنقلات وتحركات قوات الأمن بمختلف مصالحها، وفي نقل أفراد الجماعة إلى مختلف الأماكن بما في ذلك تلك المستهدفة بعمليات انتحارية، من بينها التي جرت في الرابع جوان 2008 بحي ''الليدو'' بالمحمدية بالثكنة العسكرية الخاصة بالحرس الجمهوري، مخلفة مقتل شخصين اثنين وجرح 11 آخر، وتلك التي استهدفت في نفس اليوم مقهى بالقرب من نفس الثكنة تسببت في خسائر مادية وبشرية• وتكفل ''ش•أحمد'' المدعو ''رفيق'' ذو مستوى السنة الثانية جامعي تخصص إعلام آلي وتسيير بعملية تجنيد شباب المنطقة التي يقطن بها ضمن الجماعات الإرهابية المسلحة لامتلاكه حجة الاقناع، وهذا رغم أنه كان سابقا عنصر دفاع ذاتي، إذ زوّر هوية أحد أفراد هذه المجموعة ومنحه بطاقة تعريفه الوطنية بهدف العلاج بمستشفى باشا الجامعي، في حين أسندت مهمة تتبع تحركات مصالح الأمن ل ''عبد القادر'' الذي كان يعمل في إحدى المؤسسات العسكرية ليتحول بعدها لإحدى المخابز• وقسّم النائب العام في مرافعته أفراد المجموعة هذه إلى ثلاث مجموعات، الأولى تضم عناصر تنشط في جماعات مسلحة بخارج الوطن، بينهم كل من ''ع•فيصل'' و''ب• عز الدين'' المتواجدين لحد الآن رهن الاعتقال بالسجون اللبنانية لمشاركتهما في وقائع النهر البارد التي جرت مؤخرا بهذا البلد، وينتمي للمجموعة الثانية عدة متهمين ضالعين بالمشاركة في العمليات الانتحارية، وآخر المجموعات الثلاث بها بقية المتهمين المتواجدين في حالة فرار، ولازالوا ينشطون ضمن الجماعات المسلحة لحد الآن، والتمست النيابة العامة تسليط عقوبة 15 سنة سجنا نافذا ضد ''ب•أمين''، ''ش•أحمد''، ''خ•عبد القادر''، ''ل•مصطفى''، ''ب•أحمد'' بتهمة جناية الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة تعمل على بث الرعب في أوساط السكان وإثارة جو من انعدام الأمن من خلال الاعتداء المعنوي أو الجسدي على الأشخاص أو تعريض حياتهم أو حرياتهم أو أمنهم للخطر أو المس بممتلكاتهم•