يقصد هذه المنطقة السياحية ذات الطابع الفلاحي والرعوي الآلاف من الزوار والسياح الأجانب، خاصة أن منطقة شطايبي تحتضن زاوية سيدي عكاشة التي يحتفل بها سنويا أهالي المنطقة، حيث تتحول إلى محج حقيقي لأهل الذِّكر والقرآن مما يزيدها حركية ونشاطا واسعا· شطايبي جوهرة تسطع على المدينة بمسحات من الحقيقة والخيال وأساطير الأولين، وهي تنام بين أحضان الغابات ذات الظلال الوافرة عند امتداد جبال الأيدوغ التي تتوفر على إمكانيات سياحية هائلة أهلت شطايبي لأن تصبح أرقى واجهة سياحية في العالم· معالم سياحية تلهم شعراء العرب والغرب تزخر مدينة شطايبي بعدة معالم سياحية منها رأس الصيد التي تبعد بحوالي ميلين عن شاطئ عين الرومان، التي هي عبارة عن تمثال صخري نحتته أمواج البحر، ومع مرور الزمن تشكّل في هيئة ''رأس أسد'' تقابله في الجهة الغربية صخور جبلية من الغرانيت، نحتتها أمواج البحر فخرجت في شكل 7 مغارات صغيرة مرتبطة ببعضها البعض، حيث تزورها الطيور المهاجرة في الشتاء والصيف· أما في أعالي الجبال تقابلك جزيرة ''قلقميس'' وهو المكان الذي رافق تاريخ المدينة وأصبح اليوم مقصدا لآلاف السياح الأجانب· وغير بعيد عن هذه اللوحات الأثرية جزيرة كهف عمر التي لا تبعد إلا بعض الأميال عن شاطئ الرمال الذهبية، في هذه الجزيرة التي ينتقل إليها أهالي شطايبي بواسطة قارب تقليدي من أجل الالتقاء بالأصحاب والجيران حيث يقيمون حفلات الزواج تستمر حتى الصبح، تتشكل لوحة فنية تنفرد بجمال ساحر تتعانق فيه نسمات البحر التي تداعب في سحر أخّاذ أشجار الجوز والسرو حيث توفر الدفء للقوارب الراسية· ويعد باطن أرض شطايبي ثروة غنية يخفي كنزا سياحيا ولوحة مظلمة تضيئها أضواء البواخر القادمة ليلا إلى الميناء كما تمتد على مقربة من خليج ''تقرن'' وهو عبارة عن خليج جمعت فيه الحصى والحجارة الصغيرة· كذلك سيدي عكاشة الزاوية العتيقة المضاءة باللؤلؤة الساطعة المحاطة ببساتين النخيل وغابات التوت ما زال مركز إشعاع ديني ومحجا يقصده عشرات ومئات العائلات للتبرك به، مباني طوبية تحتفظ بطابعها العمراني صنعت أسقفها بسعف النخيل والقش توفر جوا باردا ينعش العائلات التي تقطن بهذه السكنات صيفا· والجدير بالذكر أن منطقة الخليج الغربي بشطايبي ينفرد بأجمل المواقع، حيث يتمتع الأهالي بمنظر طلوع الشمس وغروبها من نفس الموقع· وعليه فقد أكدت منظمة اليونسكو الاعتناء بهذا المنتجع السياحي والارتقاء به إلى المرتبة الأولى عالميا، فشطايبي تكمل اللوحة الزيتية التي رسمت بتمازج كل الألوان والمواقع الأثرية على الأرض، لكن رغم هذه المقومات الطبيعية الهائلة يبقى التهميش والإهمال يطال هذه المنطقة التي تغنّى بها الشاعر العراقي ذو النون لأطرقجي حيث قال: ''شطايبي شطر في السيف ذهبي من جنتك ينمو في أعماق الشجر'' ويقصد الشاعر أن شطايبي أروع الشواطئ في الجزائر لكنها تحتاج إلى برامج تنموية تنهض بالمنطقة·