يعتبر شاطئ "سيدي عكاشة" الذي يقبع عند الحدود الشرقية لبلدية شطايبي ملاذا للعائلات العنابية، ويمثل هذا الشاطئ الصخري وجها سياحيا هاما للمدينة التي تعرف منذ سنوات إقبالا لا نظير، له خاصة أن سيدي عكاشة لوحة جمالية من توقيع الطبيعة تميزه المسالك الوعرة وسط محيط غابي رطب محاط بأشجار الصنوبر البحري والغابات الكثيفة، وهو الفضاء الطبيعي الساحر الذي كان في التسعينيات ملجأ لهروب أطفال المخيمات من مراكز الإيواء ومواقع التخييم بالمدينة بفعل الأجواء المناخية الحارة المصحوبة برطوبة عالية، ليتخذ الجميع مواقع مريحة بين الصخور وغابات الريحان والدفلة وافرة الظلال. كما يعد سيدي عكاشة مكانا حقيقيا للصيادين المحترفين والباحثين عن الوجه الآخر للسياحة، وذلك بسبب الثراء الذي يكتنزه في أعماقه بالإضافة إلى مختلف الفواكه البرية مثل الهندي والبلوط، كل هذه الإمكانات الطبيعية الهائلة تشفع للمنطقة للتملص من عزلتها أو حتى لتبقى فضاء مفتوحا للسياحة وذلك لانعدام الأمن ووعورة التضاريس ومرور الجماعات المسلحة عليها ذات يوم، حيث تركت الرعب والخوف بين سكان القرى الذين لازالوا يتذكرون كيف كان الإرهاب يستحوذ على هذه القطعة الخضراء المحاذية لشطايبي، بالإضافة إلى الاعتداءات الخطيرة من طرف عصابات مجهولة تنشط عبر السلسلة الجبلية المحيطة بهذا الشاطئ الصخري. ونظرا لعذرية طبيعة سيدي عكاشة واختيارها كمحمية طبيعية يعول عليها لتنمية المنطقة وتغيير الوجه القائم بها، وعدت السلطات المحلية بتهيئة وتزفيت الطريق الرابط بين شطايبي بعنابة والحدود الشرقية لولاية سكيكدة، مع إنجاز قرى سياحية تتلاءم وتضاريس المنطقة. والجدير بالذكر أن سيدي عكاشة رهين صراعات بين شطايبي في عنابة والمرسى بسكيكدة. ورغم عزلته يبقى الشاطئ الصخري محطة سياحية فريدة من نوعها بفضل طبيعته ومروجه الغابية المميزة.