تنتشر بساحة التضامن والوئام أكوام الملابس المستعملة المعروفة ب''الشيفون'' وبعض الفواكه الموسمية المعروضة من قبل باعة شباب ومراهقين، وتحولت هذه الساحة التي كانت تمثل رمزا لضحايا زلزال أكتوبر 1980 إلى سوق مفتوح تعمه الفوضى والضجيج ورمي الفضلات• وعاد التجار المتجولون هذه الأيام إلى ''احتلال'' ساحة التضامن والوئام الواقعة وسط المدينة قبالة المركز التجاري المغطى وفندق الونشريس، بعدما كانت هذه الساحة على مدار السنوات الماضية تمثل فضاء مفتوحا صالحا لجميع النشاطات الاقتصادية حتى السياسية• وكثيرا ما كانت تستغل في الحملات الانتخابية لإقامة التجمعات الشعبية لمختلف الأحزاب السياسية، إضافة إلى استغلالها من طرف بعض المؤسسات الاقتصادية في إقامة معارضها المختلفة، كونها تحتل موقعا هاما يتوسط المدينة بمحاذاة محطة النقل الحضري، وهو ما يعني مرور جميع المسافرين عبر هذه الساحة للولوج إلى وسط المدينة• والمتجول هذه الأيام في هذه الساحة، يلاحظ الباعة الجدد وجلهم من الشباب والمراهقين يعرضون سلعهم بأسعار معقولة مقارنة بما هو موجود بالمحلات المجاورة، وهي غالبا ما تتمثل في سلع موسمية (ملابس صيفية لمختلف الأعمار) وبعض مواد الزينة، التجميل والتنظيف• وغالبا ما تجد شابا أو مراهقا يحمل في يديه ملابس ينادي عليها بأعلى صوته وهو في حالة تأهب للفرار من رجال الشرطة، الذين غالبا ما يلجؤون إلى مطاردة هؤلاء الباعة تنفيذا لأوامر من السلطات المحلية بناء على شكاوى أصحاب محلات المركزيين التجاريين المجاورين• ويرى العديد من أصحاب المحلات التجارية المحاذية للساحة في هؤلاء الباعة ''تجارا غير شرعيين''، كونهم دون سجلات تجارية ومتحررين من أي ضرائب أو تكاليف ترخيص وكراء وغيرها، مشيرين إلى أنهم ''يزاحمونهم'' في لقمة العيش• في حين يرد هؤلاء الباعة المتجولون، غالبيتهم شباب بطال، أنهم لم يجدوا غير هذه ''التجارة'' للهروب من شبح البطالة، وأنه ليس لهم مصدر آخر يسترزقون منه هم وعائلاتهم غير هذه السلع الموضوعة أمامهم• أما المواطنون المتوافدون على هذه الساحة، فإنهم يفضلون شراء مستلزماتهم من هذه الساحة، كون أسعارها معقولة جدا مقارنة بما هو موجود في مختلف محلات المدينة• إلا أن النقطة السوداء التي تطبع هذه الساحة هو الفوضى السائدة داخلها، إضافة إلى ما يخلّفه هؤلاء الباعة من قمامة وفضلات بعد مغادرتهم المكان في المساء، وهو ما يشكل عبئا كبيرا لمصالح النظافة ويعطي منظرا مشوها للمدينة، باعتبار الساحة نافذة على المدينة بالنسبة للقادم إليها أو مغادرها• ورغم إضافة مساحات تجارية ممثلة في مركزين تجاريين بالمدينة، إضافة إلى تنظيم معارض اقتصادية وتجارية كل موسم من أجل استيعاب العدد الكبير من التجار، إلا أن ذلك لم يقض على ظاهرة الباعة المتجولين والذين تجدهم مع كل موسم بتجارة جديدة• بلدية الشلف تتخلى عن مشروع تهيئة الساحة تخلت مصالح بلدية الشلف عن مشروع إعادة تهيئة ساحة التضامن والوئام بمركز المدينة، بعدما رصدت له في البداية غلافا ماليا قدر ب5,1 مليار سنيتم في إطار الميزانية الإضافية للبليدة منذ ثلاث سنوات خلت، لإعادة الاعتبار لهذا الموقع الأثري الذي يمثل ذاكرة المدينة لشهداء زلزال الأصنام الذي لقوا حتفهم تحت البنايات المشيدة آنذاك بهذا الموقع• وتبخرت معها آمال مواطني الولاية في رؤية هذه الساحة في حلة جديدة كما وعدت به مصالح البلدية سابقا، بسبب ضعف ميزانية البلدية وعدم حصول مصالح البلدية على المداخيل المتوقعة من مختلف المصادر الجبائية• اقتطاع جزء من الساحة لصالح إقامة مشروع تجاري كما استأنف صاحب المشروع التجاري المتضمن إقامة ''مركز تجاري'' ثاني أشغال الإنجاز بعد صراع مع مصالح البلدية في أروقة المحاكم، والتي حكمت لصالحه باقتطاع جزء من هذه الساحة التاريخية لإقامة مشروعه التجاري• وتعطل تجسيد المشروع بعض الوقت بعد معارضة عدد من رموز المجتمع المدني وكذا المنتخبين المحليين قرار الترخيص لإقامة مثل هذه المشاريع، مبررين ذلك بعدم حاجة الولاية الى مثل هذه المشاريع بقدر ما هي بحاجة إلى مساحات خضراء ومراكز للترفيه• للإشارة تم بناء فضائين تجاريين بالقرب من نفس الساحة، بالإضافة إلى فندق في السنوات السابقة، مما يعني تقلص مساحة هذا الساحة بنسبة كبيرة•