منذ رحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات آثرت زوجة القائد شهيد القضية الفلسطينية الابتعاد عن الإعلام، وهي اليوم تعيش وابنتها الوحيدة زهوة ومنذ عامين في مالطا إلى جانب شقيق سهى السفير الفلسطيني في مالطا، غابي الطويل وعائلته، ومع سهى والدتها ريموندا، وشقيقاتها ديانا وهالة وليلى يزورنها باستمرار• وفي حديث لإحدى المجلات العربية، استعادت سهى عرفات آخر أيام زوجها بطل القضية الفلسطينية وموصل صوتها إلى العالم، قائلة ''كان أبو عمار يتحدث في آخر أيامه عن والدته والقدس كثيرا• وقبل دخوله الغيبوبة طلب مني أنا ومدير مكتبه رمزي خوري الذي كان إلى جانبه حين توفي، الاتصال بوزير المالية حينها سلام فياض، وعندما اتصلنا بالدكتور فياض، تحدث معه أبو عمار قائلا: يا أبو خالد، لازم تدفع المعاشات للموظفين فنحن في الأيام العشرة الأخيرة لرمضان، ولا تنس اللاجئين في المخيمات اللبنانية دول أهلي وحبايبي•• كان هذا آخر حوار لأبو عمار مع مسؤول فلسطيني، وقد تحدث وأبو عمار يقارب الغيبوبة الدائمة''• وأضافت السيدة عرفات ''كنت مفعمة بالأمل عند وصولنا إلى المستشفى، وقد شجعني وساعدني وقوف الشعب الفلسطيني إلى جانب زوجي، وكنت أرى العديد من الفلسطينيين والعرب والأجانب خارج المستشفى يصلون له، وكنت أتضرع إلى الله عز وجل أن يعطي أبو عمار القدرة على هزيمة الموت، وهو الذي هزمه مرات عديدة''• وتواصل زوجة عرفات: ''عند دخوله الغيبوبة التي بقي فيها 15 يوما، استنجدت بالأطباء متعلقة بخيوط الأمل، فقالوا لي: كرري على مسمعه ما يحب أن يسمعه أو ما يكرهه• وهكذا كنت أسمعه ومن معه في جناح غرفة العناية الفائقة آيات من القرآن الكريم وصلوات التراويح وخاصة سورتي ياسين والبقرة بصوت الشيخ بعد الباسط عبد الصمد• وكنت أقول له: قم يا أبو عمار، ألا تريد أن ترى زهوة ابنتنا عروسا• قم يا أبو عمار لتهزم عدوك شارون؛ ولكن إرادة الله ومشيئته كانت أن يرحل أبو عمار في ليلة القدر يوم 27 رمضان إلى جنة الخلد إن شاء الله''• وكانت سهى وزهوة قد ابتعدتا عن الراحل ياسر عرفات ثلاث سنوات قبل استشهاده، وتتنقلان من باريس إلى تونس إلى القاهرة حيث أخت أبو عمار، أم ناصر المريضة، وحيث توفيت• كان أبو عمار يعاني ظروف الحصار، وكلما طلبت سهى العودة مع ابنتها، يطلب منها التأجيل ليتدبر أمره• خلال تلك السنوات كانت سهى وزهوة تلتقيان أبو عمار أثناء رحلاته في المطارات أو الفنادق أو السفارات• وتمنت السيدة سهى أن تعود مع زهوة لتعيشا بين الأهل في القدس الشريف بعد أن ينقل جثمان أبو عمار من المقاطعة حيث يرقد، فهذه كانت وصيته•