قال مذيع قناة الحياة وهو يلوح بنسخة من جريدة ''الفجر'' وصحف وطنية أخرى، إنه على الصحافة الجزائرية أن تعتذر للمصريين• ''صحانية وجه'' على حد التعبير الشعبي، وهل اعتذر الغندور أو عمرو أديب، للجزائريين عندما بدأوا الحرب الإعلامية وكانوا يدعون للجزائريين بالنكد؟ ولماذا لا يعتذر مبارك عندما أطلق ''كلابه'' في شوارع القاهرة تنهش لحم الجزائريين؟ أم تراهم صدقوا حقا أنهم أم الدنيا، وأنهم محور العرب، وأن بلادهم الأخت الكبرى، ونحن الإخوة الصغار؟ بالتعبير المصري ''اللي اختشوا ماتو''• قد يفهم المصريون اليوم مدى خسارتهم في الجزائر مهما كانت نتيجة المقابلة، وسواء حققوا التأهل أم لم يحققوه، فإنهم خسروا في الجزائر الكثير، خسروا شعبا صديقا، وامتدادا عربيا وإفريقيا، وحليفا كان لهم في السراء والضراء• لقد خسر المصريون الكثير في الجزائر، وهم لهم مصالح اقتصادية تحسدهم عليها الكثير من الدول، فهم أكبر المستثمرين العرب في الجزائر، يكفي أن أكبر متعامل للهاتف النقال هو مصري، اختارته الجزائر ليس لأنه الأفضل أو الأشطر، بل لأنه عربي مصري• والمصريون في الجزائر يأكلون ذهبا، وكانوا حتى ساعات ''الماتش'' الأولى يتمتعون بحسن الضيافة، يكسبون ملايير لم يكسبها الجزائريون، لكن مبارك وبوليسه لم يحسبوها جيدا، ولأنهم ركبوا كل الشعوب العربية، ظنوا أنهم سيركبون الشعب الجزائري، مثلما ركبوا دبلوماسية حجار، ووزارتي مدلسي وجيار• لقد خرجت الأمور اليوم عن يد الدبلوماسية، اليوم مثلما أرادتها مصر، عندما ألقت بالجزائريين إلى ''بلطاجية'' القاهرة، وسد الرئيس المصري أذنيه أمام الاحتجاجات• اليوم ستنقلب الآية، وعلى مصر أن تغير النظارة التي كانت ترتديها عندما تنظر صوب الجزائر• كان على مصر أن توجه الشارع المصري وتستغل هذه الطاقات الجياشة ضد إسرائيل، فهي في مفهومنا وفي كل المواثيق العربية العدو الأول للعرب• لكنها لم تفعل، وأرادت أن تكسر ''غرور'' الجزائريين مثلما قالت صحافتها، وإذا بها تقطع الغصن الذي كانت تقف فوقه!!