عمرو أديب كاد يموت فرحا والصحافة المكتوبة توحدت على مبدإ التشفي استغلت أبواق الفتنة ووراءها ملايين المصريين ماحدث للفريق الوطني الذي تعثر في مقابلته الأولى أمام مالاوي عشية أمس الأول، حيث تفنن "مرتزقة الإعلام" في "التشفي" وراح كل بوق منهم يهين الجزائر على طريقته دون مراعاة لمشاعر ملايين الجزائريين، الذين كادوا ينسون ماحدث لهم في قاهرة المعز التي أهانتهم وضربتهم وطردتهم كأنهم أعداء. * فقد أطل عمرو أديب عبر برنامج "القاهرة اليوم" والفرح يغمر عينيه، وبدأ يعبر بخبث عن النكسة التي أصابت الفريق الوطني، مفضلا أن يوصل رسالته بمكره المعهود، متسترا وراء شعارات التعاطف الكاذبة، حيث قال "لقد كان يوماً حزيناً على المصريين بعد سقوط الجزائر" الشقيقة.. المصريون يتحدثون إلى بعضهم بعض غير مصدقين ما حدث ".. لقد رأيتهم على المقاهي والحزن يملأ الوجوه والرؤوس موجهة لأسفل، فدعيت الله أن ينصرهم، لكن الأهداف انهالت على مرماهم الهدف تلو الآخر". وسار على نفس النهج أغلب المذيعين المصريين الذي لم يدخروا جهدا بعد مباراة الخرطوم ليسبوا الجزائر وكل ما يمت لها بصلة، وعلى رأس هؤلاء اللاعب والإعلامي الفاشل خالد الغندور الذي استضاف شاعرا شعبيا قال في الجزائريين وفريقهم الوطني ما لم يقله الإمام مالك في الخمر. * هذا وسارت الصحافة المصرية على نفس الخطى، حيث حملت بطون صحفها على اختلاف ألوانها عناوين استفزازية، منها جريدة اليوم السابع التي وضعت عنوانا لمقال مطول "مدرب مالاوي يهدي الفوز على الجزائر للشعب المصري"، مدعية أن مدرب مالاوي أرسل رسالة قصيرة لخالد عبد الستار وكيل أعمال اللاعبين والوسيط في تنظيم مباراة مصر ومالاوي الودية التي أقيمت قبل انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية، يعبر فيها عن انتقامه للفريق المصري. * وفي نفس الصحيفة عنون صحفي لئيم اسمه كريم عبد السلام مقاله ب"بيب بيب مالاوي" تحدث فيه بسخرية عن المنتخب الوطني، بطريقة تدل على انحطاطه الأخلاقي والمهني، ومما جاء فيه من خسة وقلة أدب "توقع البعض أن يجد آلاف المشجعين الجزائريين في المدرجات، وهم يحملون الشماريخ وعبوات البيروسول المشتعلة، ويلوحون بالسكاكين وهم خالعين نصف ملابسهم على الأقل"، وللجزائريين ولكل العرب التعليق على كلام هذا الحقير. * وعنونت جريدة الأهرام "مالاوي تدك شباك الجزائر بثلاثية نظيفة" في صدر صفحتها الأولى، وفي مقال آخر "مالاوي تسحق الجزائر بثلاثة أهداف".."وتثأر لنفسها بعد"26" عاما" ومما جاء فيه "فجرت مالاوي مفاجأة من العيار الثقيل عندما ألحقت خسارة ساحقة بالجزائر "3 -صفر أمس". * وكتب صحفي آخر اسمه شريف قنديل في موقع جريدة الوطن السعودية "هل تصح الشماتة في الجزائر؟" محاولا وبطريقة لئيمة أن يوصل للقراء بأن فوز الجزائر على مصر نوع من الشعوذة وأنه فوز غير مستحق. هذا بالإضافة إلى آلاف التعليقات التي تهاطلت على موقع الشروق أونلاين وكذا بمختلف المواقع الإلكترونية، والتي تفنن فيها "إخواننا" المصريين في التعبير عن سعادتهم الغامرة بعد هزيمة المنتخب الوطني أمام مالاوي، متناسين أن كرة القدم ليست حسابات رياضية، وأن "لكل جواد كبوة"، وأن "تشفيهم" هذا دليل على "قلة أصل" وعلى حقد دفين نتمنى لهم الشفاء منه.