أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون بمجلس الأمة «بوجمعة صويلح» أمس بالعاصمة، أن تبني الجزائر لنظام المجلسين في البرلمان كان نتيجة الأزمة السياسية والمؤسساتية التي وقعت عقب تطبيق دستور 1989. أوضح «بوجمعة صويلح» في محاضرة له حول دور البرلمان في النظام الجزائري وعلاقته بالمؤسسات المتعددة بمناسبة الجلسة الختامية لزيارة فوج المتوسط بالجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي، أن الأحداث التي أعقبت تطبيق هذا الدستور "دفعت بالمشرع الجزائري إلى العمل بنظام المجلسين بعد الزوبعة السياسية والمؤسساتية التي كان سببها الفراغ السياسي واستقالة رئيس الجمهورية ثم حل المجلس الشعبي الوطني"، وقال بأن التغييرات التي عرفها النظام البرلماني في الجزائر كانت "بنية التصدي للمد الإديولوجي والميولات المتطرفة التي كادت أن تهز النظام الدستوري الجزائري"، كما تطرق المحاضر أيضا إلى مهام البرلمان الجزائري في مسار العمل التشريعي وإلى أسلوب الرقابة الذي يمارسه على السلطة التنفيذية مشيرا إلى أن النظام التشريعي في الجزائر نظام تدرجي، وأكد البرلماني الجزائري «عبد الكريم حرشاوي» من جهته على أهمية إرساء قواعد للحوار والتشاور بين البرلمانيين الجزائريين والجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي مبرزا أن الشعب الجزائري كان دوما ولا يظل شعبا مسالما، وأوضح بالمناسبة أن النظرة التوسعية لم تكن أبدا عبر التاريخ موجودة في الجزائر مؤكدا بأن الشعب الجزائري تواق للسلم والأمان في المنطقة وكذا إلى التطور والحداثة. ومن جهته فقد أكد رئيس المجموعة الأورومتسطية في الفوج البرلماني ل«الناتو» «فاهت ايردام»، أن الجزائر بذلت جهودا معتبرة لضمان استقرارها السياسي وتطورها الاقتصادي، وذكر «ايردام» أن الجزائر تتوفر على طاقات كبيرة وحركية عظيمة مما يدفعها إلى أن تكون بلدا مزدهرا، مضيفا في الوقت ذاته بأنها بذلت جهودا معتبرة من أجل ضمان استقرارها وتطور اقتصادها خارج قطاع المحروقات، وقال أيضا أن الجزائر تلعب دورا هاما في منطقة البحر الأبيض المتوسط وفي حل النزاعات بها إضافة إلى مساهمتها في الأمن الطاقوي لأوروبا، وبالمناسبة أشاد المسؤول ذاته بالتعاون التام للجزائر مع أوروبا في مجالات حقوق الإنسان والهجرة ومكافحة الإرهاب، وبخصوص هذا الموضوع أكد «ايردام» بأن الجزائر من البلدان "التي نجحت في مكافحة الإرهاب وبأن تجربتها في هذا الإطار مهمة مما دفعنا على مستوى حلف شمال الأطلسي إلى التعاون معها بشأن هذا الملف". ومن جهته ذكر«جون لوك فرايتزر» رئيس اللجنة الفرعية للتعاون والتوافق لبرلمان «الناتو» أن الجزائر "تريد أن تضع لنفسها صورة جديدة وتعمل لذلك إلا وهي صورة الجزائر المستقرة والهادئة"، وأضاف قائلا في هذا السياق دائما بأن الجزائر "قد استخلصت الدروس من ماضي قد ولى بفعل اقتصاد موجه وهي الآن في مرحلة اقتصادية انتقالية"، وخلص «فرايتزر» إلى القول بأن الجزائر "تتفتح على العالم وتعمل من أجل تقليص تبعيتها لعائدات المحروقات".