تطرق رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي السيد محمد صغير بابس أمس بالجزائر إلى الصعوبات التي رافقت الإصلاحات السياسية في الجزائر. وأكد السيد بابس في تدخل له خلال ندوة متبوعة بنقاش بين برلمانيي المجلس الشعبي الوطني ووفد عن الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي تمحورت حول الإصلاحات السياسية في الجزائر قائلا "لا يسعنا إلا أن ندعو إلى نظرة يقظة إزاء مسار التحول نحو الديمقراطية والتعددية في الجزائر". وفي هذا الإطار ذكر ب"الصعوبات التي أعاقت السياق وأطرت هذه الإصلاحات السياسية الكبرى". ودعم السيد بابس قوله بالإشارة إلى المأساة الوطنية وتصاعد ما أسماه "بالقوى السلبية لمعنى التاريخ" بطريقة منتظمة. وأضاف في السياق أن "هذا السلب التاريخي للانفتاح الديمقراطي تموضع في سياق أزمة نجمت عن تصعيد الأخطار الاجتماعية والاقتصادية والثقافية". وأشار السيد بابيس من جهة أخرى إلى الجهود التي بذلتها مؤسسات الجمهورية من أجل الإسراع بوتيرة الإصلاحات مشيرا إلى مثال المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي الموجود كما قال في وضع حرج تجاه السياسات العمومية. وأكد من جهة أخرى أن المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي يطمح إلى تعزيز قدرات المجتمع المدني في الجزائر من خلال "مرافقته نحو العالمية". وقال في هذا الشأن "إننا بصدد بناء جسور نحو الخارج". وأشار من جهته البرلماني الجزائري الذي هو ايضا عضو في الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي السيد عبد الكريم حرشاوي في مداخلته أن الجزائر تشارك في أشغال الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي منذ سنة 2005. وأكد في هذا الصدد أن الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي تعمل على "تطوير" و"دعم" علاقات التعاون بين البرلمانات الوطنية الأمر الذي يضفي على نشاطاته وزياراته طابع "الدبلوماسية البرلمانية". وأضاف أن هذه الدبلوماسية هي "دبلوماسية تتجه نحو تكريس الاستقرار والأمن والسلم في العالم". من جهته تطرق الخبير الجزائري في علم الاجتماع والمختص في مسائل الأمن السيد الياس بوكراع في مداخلة له حول الأمن بمنطقة المتوسط إلى عوامل الاستقرار وأسباب النزاع بهذه المنطقة. وقال في هذا الصدد إن "منطقة المتوسط تعد مجموعة جيوستراتيجية متكتلة". وأشار إلى حالة الانقسام في "التوزيع غير العادل للقوة" بالمتوسط مذكرا بالأسباب التي قد تحدث صراعات على غرار المسائل المتعلقة بالمياه والنمو الديمغرافي وتدخل الشمال في الشؤون الداخلية لبلدان الضفة الجنوبية من المتوسط باسم حقوق الإنسان. كما ركز المتحدث على الصراع العربي الاسرائيلي الذي رهن كما قال مسار برشلونة والاتحاد من أجل المتوسط. وتطرق الياس بوكراع إلى العوامل التي "قد تشكل العديد من المسائل الداعية إلى الشراكة" بين ضفتي المتوسط مذكرا بمكافحة الإرهاب ومصادر تمويل الإرهاب على غرار تسديد الفديات واللصوصية والمسائل الطاقوية. وأضاف أن "مفهوم الأمن الجماعي يفرض نفسه حاليا بالنسبة لحوض البحر المتوسط". من جهته أشار رئيس اللجنة الاقتصادية والأمن للجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي السيد هيوغ بايلي إلى الأهمية التي يوليها جهازه للمسائل الاقتصادية والأمنية في علاقاته مع البرلمان الجزائري وقال في هذا الشأن أن "الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي تتابع عن قرب هذه المسائل". وبعد أن ذكر بنشاط هيئته في إطار تقييم انعكاسات الأزمة الاقتصادية العالمية على الدول الغربية أكد نفس المتحدث أن "تقريرا يعد طور الإعداد حول تداعيات هذه الأزمة على الدول النامية".