بعد يومين من نشر ساركوزي لمقال في ''لوموند'' زكّى فيه بصفة مباشرة العبرة السويسرية ومنع ارتداء البرقع واحترام الحرية الدينية بشكل أرضى محمد موساوي رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، هاهي الوفية الساركوزية ميشال آليو ماري وزيرة العدل والعبادات تطل بتصريح يصب في مجرى الطهي الهادئ والتحضير السيكولوجي والسوسيولوجي لقانون منع ارتداء البرقع كتأكيد على حماية الهوية الوطنية من الرموز المشوهة للمشهد الحضاري المسيحي، مثلما كتب الرئيس ساركوزي• آليو ماري لم تنتهج أسلوب اللف والدوران، بدعوتها إلى رفض منح الجنسية الفرنسية لزوج مرتدية البرقع لأن طلبه يتنافى مع روح القيم الجمهورية التي تؤكد على مساواة الرجل والمرأة، وعلى مبادئ الكرامة الإنسانية والعيش معا والقبول بقواعد أغلبية أفراد المجتمع• وتأتي دعوة الوزيرة في سياق دعوة أكثر من مائة نائب يتقدمهم ايلي عبود إلى منع الأعلام الأجنبية، وقصد بها الأعلام المغاربية، في البلديات أثناء عقد القران بين زوجين مغاربيين، والاقتصار على العلم الفرنسي فقط• صاحب مقترح القانون الذي سيدرس بدوره قبل تاريخ الانتخابات الجهوية، أغنى فكرته العبقرية بقوله إن الاحتفال بعقد قران زوجين مغاربيين في البلديات الفرنسية تحوّل في السنوات الأخيرة إلى كرنفال ثقافي وفني، ترفع فيه الأعلام الأجنبية، ويطلق العنان لمنبهات السيارات بشكل غير طبيعي، ولأغاني البلدان التي ينتمي إليها الزوجان، ناهيك عن عدم احترام قوانين المرور، واختتم تصريحه مؤكدا على التهمة التي ستوجه إليه قائلا ''سوف يقال إنني ألعب دور مناضلي الجبهة الوطنية المتطرفة الذين يدعون أنهم المؤهلون أكثر لتمثيل الوطنية علما أن العلم الوطني ليس حكرا عليهم''• يجدر الذكر أن لوييه جيسكار ديستان أحد ابناء الرئيس السابق فاليري، شارك في صياغة مشروع القانون الذي تقدم به عدد كبير من نواب اتحاد الأغلبية الشعبية في الجمعية الوطنية خلافا لفرنسوا كوبيه رئيس بلدية مو التي تقطنها جالية مغاربية كبيرة، والذي تحفظ على مشروع القانون كما تحفظ على نتيجة الاستفتاء السويسري لكنه أيد فكرة محاربة ارتداء البرقع دون منعه•