لا يمكن أن يتصور عاقل أن المجاهدة جميلة بوحيرد قد تقدمت بالفعل إلى السلطات الجزائرية بطلب مساعدتها في علاج نفسها، وأن السلطات قد تقاعست في أداء الواجب نحوها••! فالسلطات العليا في البلاد عرفت في السنوات الأخيرة بحساسيتها لموضوع العلاج في الخارج بالنسبة لرجال الدولة والمجاهدين ورجال الثقافة والفن•• ولم نسمع أن الرئيس بوتفليقة قد قصّر في حق أي مجاهد في هذا المجال•• وإذا كان هناك ما يحسب له فهو هذا الموضوع بالذات•• ولا نعتقد أنه يستثني المجاهدة جميلة في موضوع كهذا•• وهو حقها على أية حال• وشخصيا سمعت من جميلة عندما زارتنا في جريدة ''الفجر'' أنها قالت: إن أميرا سعوديا أراد مساعدتها في موضوع العلاج عندما سمع بأنها مريضة•• ولكن الرئيس بوتفليقة تلقف شخصيا هذا الموضوع•• وأمر الدولة الجزائرية أن تتكفل بها ولا يصح أن يترك الأمر لجهة أخرى غير جزائرية•• وإن جميلة انتقلت للعلاج في فرنسا حسب ما قالت لنا، ولكن سفير الجزائر الحالي في باريس لم يحسن استقبالها! وقد يكون ذلك قد حدث بالفعل•• ولذلك غضبت جميلة•• لكن لسنا ندري هل علم الرئيس بوتفليقة بهذا الأمر أم لم يعلم••! وبالتأكيد أنه قد يكون لا يعرف ما حصل! ومن هنا استهجنت شخصيا السبب الذي من أجله لجأت جميلة إلى الصحافة لتفجير هذه القنبلة في وجه السلطة في وقت لا أظن أنه مناسب! وجميلة تعرف ذلك! وقد تعجبت كيف سكتت جميلة 50 سنة كاملة•• وكانت كبيرة في صمتها مثلما كانت كبيرة في جهادها•• وعندما نطقت جعلت سبب نطقها غير مقنع لها أولا ولكل معارفها ورفاقها ثانيا••! كنا نود لو نطقت جميلة لسبب آخر أكبر من هذا السبب الواهي والذي لا يستحق الذكر• وهنا وأمام هذا الذي أحدثته جميلة في نفسها أولا وفي الجزائر والجزائريين الأحرار مثلها•• أجدني مضطرا إلى تصديق ما يقال إن جميلة نطقت أو أنطقت لسبب آخر أو لأسباب أخرى غير هذا الذي أعلنته والخاص بموضوع العلاج!؟ وقد يكون موضوع العلاج الشجرة التي غطت غابة جميلة! فقد قيل إن جميلة قد طلبت من جهات عليا في الدولة أن تعد لها مرسوما خاصا يعتبرها ضابطا في الثورة برتبة كولونيل! وقد ذهلت الجهة التي طلبت منها هذا الطلب، لأن الجميع يعتقدون أن جميلة أكبر من أن تعيّن عقيدا في الثورة! وأن يتم ذلك بمرسوم وهي التي يعتبرها العالم ماريشالا في الثورة! ومع ذلك تبقى جميلة هي جميلة رغم الحسابات المحيطة بالموضوع!