وكانت جهات غير رسمية، حسب المصدر ذاته، قد دخلت في مبادرات وساطة مع حمراوي في الأيام الأخيرة الماضية، قصد إعادة رتق ما مزقته تصريحات بعض الفنانين المصريين الذين تهجموا على الجزائر وسقطوا في وحل الفتنة التي قادتها بعض الفضائيات المصرية الصفراء• ومن هؤلاء الفنانين من قام بإعادة التكريم الجزائري الذي حظي به سابقا، إلى السفارة الجزائرية في القاهرة، على غرار ما فعلته يسرا وأحمد السقا وشريف منير، بحجة أنهم لا يريدون تكريما من ''جهة إرهابية''، على حد تعبيرهم، الأمر الذي اعتبرته جهات جزائرية خرقا أخلاقيا لا يغتفر• وهو الموقف ذاته الذي أعرب عنه رئيس إدارة مهرجان وهران السينمائي الذي سبق له وأن استضاف وكرّم عددا كبيرا من الفنانين المصريين في طبعاته السابقة، حيث أسر حمراوي لمقربين منه أنه ''من المستحيل أن يقبل بأي اعتذار من أية جهة تطاولت على الجزائر شعبا وحكومة''، وأنه ''من المعيب عليه لو وضع يده مجددا في يد تنكّرت للكرم الجزائري''• وفي هذا الصدد، علمت ''الفجر''، أن إدارة مهرجان وهران قد باشرت بالفعل في رسم الملامح الأولى للطبعة القادمة من مهرجان وهران العربي، من خلال قائمة مشاركة تخلو من التمثيل المصري، مع العلم أن إدارة المهرجان قد تلقت أول أمس، رسالة اعتذار من محافظ مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عزت أبو عوف، يعدل فيها عن القرار الذي اتخذه الفنانون في مصر بعد المباراة الفاصلة بين فريقي البلدين، والقاضي بمقاطعة مهرجان وهران السينمائي• كما تضمنت الرسالة اعتذار عزت أبو عوف شخصيا عما بدر منه ومن فناني مصر من إساءة لمهرجان وهران من خلال إعادة جوائزه، إضافة إلى التصريحات المسيئة إلى السينما الجزائرية، هذه الأخيرة التي لم تحظ بالتكريم الذي دعيت من أجله كضيفة شرف مهرجان القاهرة• وفي الوقت الذي كشف فيه حمراوي عن عدم نيته قبول أي اعتذار من أية جهة مصرية، تبقى الصورة معتمة إلى غاية كتابة هذه السطور بخصوص أخبار تفيد بأن وزارة الثقافة تسعى إلى الاستحواذ على محافظة المهرجان، الذي بعثه رئيس مؤسسة الفنك الذهبي قبل أربع سنوات•