يضاف إلى هذه البنايات 380 بناية سقطت من قبل بصفة نهائية بسبب هشاشتها وتأثير عوامل الطبيعة عل يها، حيث مسحت كليا ولم يبق لها أثر سوى المساحة المخصصة لها، والتي تصنف ضمن الأراضي الصخرية الملائمة للبناء، إلى جانب 500 مسكن آخر آيل للسقوط، حسب دراسة أقيمت بقسم الهندسة المعمارية بجامعة الإخوة منتوري بقسنطينة، والتي أشارت إلى أن عمليات الترميم وإعادة بناء بعض السكنات لا فائدة منها وتكلف الولاية مبالغ كبيرة• وقد استنزف مشروع ترميم وصيانة المدينة القديمة بقسنطينة عشرات الملايير ضاعت منذ أزيد من 50سنة دون تحسين فعلي على أرض الواقع، بينما كان من المقرر أن يدخل مرحلة العملية منتصف السنة الجارية في إطار مخطط استعجالي اصطدم بمشكل الإمكانيات وضعف الميزانية، ليبقى المخطط معطلا ينتظر التطبيق• ومنذ انطلاق عمليات الترميم لم يرمم حاليا سوى بيت واحد في طور الإنجاز من أصل 1400 سكن، مع العلم أن المشروع يتطلب الكثير من الخبرة على كل بيت قبل الشروع في صيانتها لأن المنازل كلها ملتصقة ببعضها البعض مثلما حدث عندما تم ترميم واجهات بعض السكنات التي سقطت بمرور وقت قصير• وتواجه حاليا أزيد من 120 بناية خطر الانهيار، وفق تقارير تفيد أنها ستقع في أي لحظة، خاصة وأنها مأهولة بالسكان ويجب إخلاؤها فوريا، بالمقابل فإن السلطات المحلية لم تعر اهتماما لذلك، كما أن هذه العائلات تعاني من حياة صعبة، خلال فصلي الشتاء والصيف، بسبب عراء السكنات وضيقها، حيث تضم الغرفة الواحدة أسرة كاملة• وبالنظر إلى الطابع العمراني القديم، فإن الغرف تشبه الأقبية وحجمها صغير يصلح لتخزين المواد• أما بالنسبة للأحياء الأخرى المتواجدة المتفرقة بقلب المدينة، فإن أغلبها قضي عليها من طرف ساكنيها وتم تحويلها من سكنات إلى مقرات للنشاط التجاري، خاصة وأن المدينة القديمة تعد مزار كل سكان قسنطينة من مختلف بلدياتها ومعروفة بالحركة التجارية الكبيرة والسريعة، مما يجعل هذه السكنات التي تحمل آخر آثار العهود القديمة تفقد طابعها الأثري ولحقتها الكثير من التعديلات المتناسبة وأصحاب البزنسة، وكل ذلك تم في غياب الرقابة•