دعا البروفيسور محمد الصالح زروالة، مدير المدرسة الوطنية العليا للهندسة المعمارية، الى ضرورة ترميم العلاقة بين المواطن والتراث المعماري قبل التفكير في ترميم والحفاظ على المعالم العمرانية والأثرية في المدن والتجمعات السكنية. البروفيسور محمد الصالح زروالة، الذي قدم مداخلة خلال فعاليات الملتقى الدولي حول تعليمية الحفاظ على التراث العمراني بجامعة منتوري بقسنطينة بمشاركة جامعات من داخل الوطن وخارجه على غرار فرنسا، مصر، سوريا والمغرب، استند فيما ذهب إليه على الدراسة الميدانية التي قام بها والتي خلص فيها الى ان الدارسين في الجزائر لا يهتمون بالمعالم المعمارية الوطنية، حيث شملت الدراسة التي قام بها البروفيسور زروالة العضو بمخبر المدن والتراث بقسم الهندسة المعمارية بكلية علوم الأرض والجغرايا وتهيئة الأقليم بجامعة منتوري بقسنطينة، 550 دارسا من الإبتدائيات وحتى المدرسة العليا للهندسة المعمارية التي حقق طلبتها نسبة 10? فقط من الإجابات الصحيحة لأسئلة حول المعالم المعمارية الوطنية خاصة الموجودة منها بالعاصمة، فيما حقق تلاميذ الابتدائيات نسبة 6? من الاجابات الصحيحة. وقد وقف البروفيسور زروالة خلال مداخلته على حقيقة ان المهندسين المسجلين في قوائم المجلس النظامي للمهندسين المعماريين الجزائريين والبالغ عددهم حوالي 13 ألف مهندس لا يعيرون إهتماما للانضمام إلى الحركات الجمعوية ولا يهتمون بمصير التراث العمراني بالمدن. من جهتها، أكدت الدكتورة دباش بن زقوطة سميرة أن هناك 500 موقع أثري معماري مصنف ومحمي يبقى مجهولا لدى الباحثين والدارسين في مجال الهندسة المعمارية، لتضيف ذات المتحدثة ان عمليات الحفاظ على التراث العمراني وصيانته وترميمه يجب أن تتم بطرق جديدة بعيدة عن الطرق السابقة التي أفرزت نتائج كارثية بسبب إهمال المحيط العمراني للبناية المرممة. للإشارة فإن الملتقى دام يومين وكان من تنظيم مخبر المدن والتراث بقسم الهندسة المعمارية بكلية علوم الأرض والجغرافيا وتهيئة الإقليم بجامعة منتوري بقسنطينة، وتم التطرق فيه الى التجارب الرائدة لترميم المدن القديمة وجعلها فضاء ينبض بالحياة من جديد.