باشر وسطاء من جمهورية مالي اتصالات مع خاطفي الرهائن الإسبان الثلاثة في الصحراء الموريتانية، إضافة إلى الرعية الفرنسي المختطف شمال مالي، والذين تبنى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب عملية اختطافهم، في وقت لم تتبن بعد أية جهة اختطاف الرعية الإيطالي وزوجته بوركينابية الأصل• وذكرت وسائل إعلام إسبانية أمس بأن ثلاثة مبعوثين عن الرئيس المالي التقوا بعناصر من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي الذين قاموا باختطاف الرعايا الإسبان الثلاث في صحراء موريتانيا شهر نوفمبر الماضي، إضافة إلى رعية فرنسي تم اختطافه شمالي مالي، وجرت محادثات بين الوسطاء والخاطفين حول الكيفية التي سيتم بموجبها تحرير الرهائن المختطفين، وكذلك التوقيت المناسب للعملية• وحسب المصادر ذاتها، فإن الوسطاء الثلاثة يعتبرون من أشد المقربين الى الرئيس المالي، أمادو توماني توري، وممن يحظون بثقته المطلقة• كما أن الرئيس المالي قام بوضع الوسطاء الثلاثة تحت تصرف الحكومتين الإسبانية والفرنسية، وإبقائهما على اتصال مباشر بمدريد وباريس• وبالنظر إلى هذه التطورات الجديدة، فإن فرضية تقديم الفدية للتنظيم الإرهابي من طرف حكومتي مدريد وباريس من أجل التوصل إلى تحرير الرهائن الأربعة، غير مستبعدة، على الرغم من صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يقضي بتجريم دفع فدية لتنظيم إرهابي من أجل تحرير رهائن مختطفين، والذي كانت الجزائر قد بادرت به ووقفت بحزم من أجل استصدار هذا القرار الدولي، وكان من بين المصادقين على القرار الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن، ومن بينهم فرنسا• وعلى صعيد متصل بالرهائن، ذكر مصدر دبلوماسي أوروبي أول أمس أن فريقا من المحققين الجنائيين الإيطاليين يجري تحريات في موريتانيا، بالتنسيق مع قوات الأمن الموريتانية، للكشف عن ملابسات عملية اختطاف اثنين من المواطنين الإيطاليين الجمعة الماضي على يد مسلحين مجهولين، قرب الحدود مع مالي• ونقلت وسائل إعلام موريتانية أن الفريق الإيطالي، المتخصص في قضايا ''الإرهاب''، وصل إلى العاصمة الموريتانية، نواكشوط، منذ يومين، برفقة السفير الإيطالي في موريتانيا المقيم في العاصمة السنغالية، داكار• وأوضحت مصادر أمنية موريتانية أن التحريات الجارية يمكن أن تساهم في معرفة خفايا عملية الاختطاف، خاصة بعد اعتقال من يشتبه في أنه ''العقل المدبر'' للخطف، وهو مواطن مالي ألقي القبض عليه على مقربة من المنطقة التي تم فيها اختطاف الإيطاليين• وفي السياق ذاته، جرى الإعلان عن زيارة لوزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، إلى موريتانيا قريبا، في إطار جولة إفريقية الشهر المقبل•